وافق مجلس حلف شمال الأطلسي «الناتو»، اليوم الأربعاء، على إقرار الموازنات الممولة بشكل مشترك للحلف لعام 2026، في خطوة تعكس استمرار الاتجاه التصاعدي في الإنفاق الدفاعي للحلفاء على المستويين الوطني والجماعي، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه منطقة أوروبا والأطلسي.
وأوضح الحلف، في بيان رسمي، أن الموازنة العسكرية لعام 2026 بلغت نحو 3 مليارات يورو، في حين جرى اعتماد موازنة مدنية بقيمة 528 مليون يورو، إلى جانب موازنة برنامج الاستثمار الأمني التابع للناتو، التي تهدف إلى تمويل البنية التحتية العسكرية الحيوية، بما يشمل القواعد والمنشآت والقدرات اللوجستية والاتصالات.
وأشار البيان إلى أن الموازنة العسكرية المشتركة تُستخدم في تمويل هياكل القيادة والسيطرة، ودعم عمليات التخطيط الدفاعي، وتعزيز جاهزية القوات، وتطوير القدرات المشتركة، بما يضمن قدرة الحلف على الاستجابة السريعة والفعالة لأي تهديدات محتملة. أما الموازنة المدنية، فتركز على تمويل عمل المقرات السياسية والإدارية للحلف، ودعم الأنشطة الدبلوماسية والتنسيقية.
وأكد «الناتو» أن هذه الموازنات تُمول من الدول الأعضاء وفق صيغة تقاسم الأعباء المتفق عليها، والتي تستند إلى إجمالي الدخل القومي لكل دولة، بما يضمن توزيعًا عادلًا للتكاليف بين الحلفاء.
ويأتي إقرار موازنة 2026 في سياق استمرار الحلف في تنفيذ قرارات قممه الأخيرة، والتي شددت على ضرورة رفع مستوى الإنفاق الدفاعي وتعزيز الردع الجماعي، خاصة في ضوء التطورات الجيوسياسية والأزمات الدولية المتلاحقة.
وشدد الحلف على أن زيادة الإنفاق لا تهدف إلى التصعيد، بل إلى تعزيز الاستقرار والأمن الجماعي، وضمان حماية أراضي الدول الأعضاء والحفاظ على تماسك التحالف، مؤكدًا التزامه بالنهج الدفاعي وبمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.












0 تعليق