شهد الوسط الرياضي المصري خلال الأيام الماضية تباينا واضحا في طريقة تعامل الاتحادات الرياضية مع وقائع إنسانية مؤلمة، بين نهج اختار التعاطف واحترام الرأي العام، وآخر اتجه إلى المسار القانوني التحذيري، في حالتين مختلفتين ارتبطتا بوفاة لاعبين خلال ممارسة النشاط الرياضي، ويستعرض تحيا مصر التفاصيل.
اتحاد السباحة يختار التجميد احتراما لأسرة البطل يوسف عبد الملك.. واتحاد الكاراتيه يتجه للتقاضي
ففي سابقة تعد الأولى من نوعها، أعلن الاتحاد المصري للألعاب المائية «اتحاد السباحة» تجميد أعمال مجلس إدارته بشكل كامل، وذلك في ضوء التحقيقات الجارية بشأن واقعة وفاة السباح الراحل يوسف محمد عبد الملك، وبعد البيان الصادر عن النيابة العامة بشأن القضية.
وأوضح الاتحاد، في بيان رسمي، أنه عقد اجتماعا لمجلس الإدارة برئاسة ياسر إدريس أمس الأربعاء بتاريخ 24 ديسمبر 2025، وانتهى بالاتفاق على تجميد أعمال المجلس خلال الفترة الحالية، احترامًا للرأي العام المصري، وتقديرا لمشاعر أسرة السباح الراحل، والتزامًا بقرارات القضاء والجهات المختصة بالتحقيق.
وأكد الاتحاد المصري للألعاب المائية أن قراره يأتي تأكيدًا على احترامه الكامل لمسار العدالة، وانتظار كلمة المحكمة فيما نسب إلى كل من قصر في أداء واجبه، مشيرًا إلى أنه أخطر الاتحاد الدولي للألعاب المائية لاتخاذ ما يراه مناسبًا بشأن إدارة شؤون الاتحاد المصري خلال فترة التجميد، وفقًا للوائح المنظمة.
وعلى الجانب الآخر، اتخذ الاتحاد المصري للكاراتيه برئاسة محمد الدهراوي مسارا مغايرا، حيث أصدر بيانا رسميا برئاسة محمد الدهراوي، أوضح خلاله موقفه من التصريحات والاتهامات التي تم تداولها خلال الفترة الماضية على خلفية واقعة وفاة لاعب الكاراتيه يوسف أحمد، الذي وافته المنية في شهر مارس الماضي، بعد فقدانه الوعي وسقوطه خلال منافسات بطولة الجمهورية التي أقيمت بالإسكندرية في فبراير.
وأكد الاتحاد المصري للكاراتيه في بيانه احترامه الكامل للقضاء، مشيرًا إلى أنه لوحظ خلال الأشهر الستة الماضية استمرار صدور تصريحات وادعاءات من أحد أولياء الأمور، تضمنت اتهامات وعبارات مسيئة بحق الاتحاد ورئيسه وأعضاء مجلس إدارته، وكذلك بحق الجهات المعنية المختصة، دون سند قانوني أو صدور أحكام قضائية نهائية.
وشدد مجلس إدارة الاتحاد على أن الواقعة لا تزال منظورة أمام جهات التحقيق والقضاء المختص، مؤكدًا التزامه بعدم الخوض في مجريات القضايا المنظورة، ومراعاة الاعتبارات الإنسانية والظروف النفسية لأسرة الفقيد منذ وقوع الحادث.
وأوضح البيان أن الاستمرار في توجيه اتهامات علنية أو استخدام عبارات تنطوي على سب أو قذف أو تشهير، أو الزج بأسماء الاتحاد وأعضائه والجهات المعنية المختصة في وقائع غير ثابتة قضائيًا، يعد مخالفة صريحة للقانون، ويرتب مسؤولية قانونية واضحة.
واختتم مجلس إدارة الاتحاد المصري للكاراتيه بيانه بدعوة الجميع إلى الالتزام بالمسار القانوني والقضائي وحده، محذرًا من أنه في حال استمرار هذه التجاوزات، سيضطر آسفًا إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي يكفلها القانون، حماية لسمعة الاتحاد وأعضائه، وصونًا لهيبة المؤسسات، واحترامًا للقضاء.
ويعكس المشهد اختلافًا في أساليب إدارة الأزمات داخل المنظومة الرياضية، بين نهج اختار تهدئة الرأي العام واحترام مشاعر الأسر، وآخر لجأ إلى التحذير القانوني والتقاضي، في انتظار ما ستسفر عنه أحكام القضاء في القضيتين.


















0 تعليق