أطلقت شركة OpenAI تحديثها الجديد GPT-5.2، مع مجموعة من التحسينات التي تمنح مستخدميها القدرة على تخصيص شخصية مساعدها الرقمي ChatGPT بشكل أكبر، بعد شكاوى من بعض المستخدمين حول نبرة الردود التي اعتبروها جافة أو ساخرة.
ويتيح التحديث الجديد للمستخدمين تعديل أسلوب المساعد الرقمي وإضافة المزيد من الدفء والحماس في تفاعلاته.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود OpenAI للاستجابة لملاحظات المستخدمين، وتعزيز تجربة المحادثة لتصبح أكثر إنسانية وقابلية للتكيف مع أساليب مختلفة من التفاعل، إذ أعلنت الشركة عبر حسابها الرسمي على X أن التحديث الجديد يضيف خيارات شخصية جديدة ضمن إعدادات التخصيص (Personalization)، تشمل: Warm، Enthusiastic، Header & Lists، وEmoji.
توفر هذه الخيارات للمستخدم حرية ضبط استجابة ChatGPT لتصبح أكثر دفئًا أو حماسة، أو الالتزام بأسلوب قياسي حسب الحاجة. كما يمكن للمستخدمين تعديل كل خيار لتكون الاستجابة أكثر أو أقل من الوضع الافتراضي، مما يمنحهم تحكمًا دقيقًا في نبرة المساعد الرقمي.
ويأتي هذا التخصيص بعد نحو شهر من إضافة OpenAI لخيارات أخرى ضمن GPT-5.1، مثل Professional، Candid وQuirky، والتي كانت موجودة في قسم "Base style and tone" ضمن إعدادات التخصيص نفسها، ويبدو أن OpenAI تتبع نهجًا متدرجًا في تحسين قدرة المستخدم على ضبط أسلوب المحادثة، بما يعكس رغبتها في جعل ChatGPT أداة أكثر مرونة وقربًا من طريقة تفاعل البشر.
ويرجع جزء من هذه التحسينات إلى ردود الفعل العاصفة التي واجهتها الشركة عند إطلاق GPT-5 في وقت سابق من العام الحالي، بهدف استبدال نسخة GPT-4o.
فقد اشتكى بعض المستخدمين حينها من أن التحديث الجديد جعل المحادثات أقل ودية وأقل مرونة في التعامل مع أساليب مختلفة من المستخدمين، ما دفع OpenAI لتقديم خيارات جديدة تسمح باختيار نموذج الاستجابة المناسب، مع وعد بجعل GPT-5 يشعر بمزيد من الدفء والود.
ويؤكد هذا التحديث أيضًا التزام OpenAI بتقديم تجربة مخصصة لكل مستخدم، بما يتجاوز الإعدادات الافتراضية التقليدية التي كانت توفرها النسخ السابقة، فمن خلال ضبط أسلوب المحادثة والنبرة والمستوى اللغوي، يمكن للمستخدمين الحصول على تفاعل أقرب إلى شخصياتهم المفضلة أو احتياجاتهم العملية، سواء كانت للكتابة المهنية، أو التفاعل الودي، أو حتى لإضافة لمسة مرحة في الردود.
علاوة على ذلك، تعكس هذه التغييرات اتجاهًا أوسع في صناعة الذكاء الاصطناعي، نحو تمكين المستخدمين من التحكم الكامل في تجربة المحادثة، وضمان أن التكنولوجيا تعمل بما يتوافق مع أسلوبهم الشخصي وطبيعة احتياجاتهم، إذ أصبحت القدرة على تعديل نبرة ونمط الاستجابة عنصرًا أساسيًا لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل والتعليم والترفيه، حيث يمكن لكل مستخدم تصميم المساعد الرقمي الذي يتماشى مع أهدافه الخاصة.
وفي النهاية، يمثل GPT-5.2 خطوة مهمة نحو جعل ChatGPT أكثر قربًا من المستخدمين، مع منحهم أدوات لضبط شخصيته وطريقة تفاعله، وهو ما يعزز من جاذبية المنصة ويزيد من اعتمادها في الحياة اليومية، سواء على مستوى الاستخدام الشخصي أو الاحترافي.
ويبدو أن OpenAI تسعى من خلال هذه التحديثات إلى تحقيق توازن بين الكفاءة التقنية والقدرة على التواصل البشري، وهو ما قد يشكل معيارًا جديدًا في تصميم روبوتات المحادثة الذكية مستقبلًا.
















0 تعليق