محطات في حياة الشيخ منصور الرفاعي.. مسيرة علمية لأكثر من ستة عقود

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ببالغ الحزن والأسى، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ منصور الرفاعي عبيد، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة طويلة حافلة بالعطاء في ميادين العلم والدعوة والفكر الإسلامي، تاركًا إرثًا علميًّا وثقافيًّا بارزًا سيظل حاضرًا في وجدان المؤسسة الدينية والأجيال اللاحقة.

وأكد وزير الأوقاف، في نعيه الرسمي، أن الفقيد – رحمه الله تعالى – كان نموذجًا ملهمًا للأئمة والخطباء والعلماء في مصر والعالم الإسلامي، لما عُرف عنه من علم راسخ، وفكر وسطي مستنير، وقدرة على معالجة قضايا الواقع المعاصر بمنهج شرعي متزن يجمع بين الأصالة والتجديد.

وتقدم الدكتور أسامة الأزهري بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد وذويه ومحبيه، داعيًا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، مختتمًا نعيه بقوله تعالى:
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.

 

محطات في حياة الشيخ منصور الرفاعي عبيد

وُلد الشيخ منصور الرفاعي عبيد في 8 أكتوبر عام 1932م، ونشأ في بيئة علمية ودينية، فالتحق بالتعليم الأزهري، وتدرج في مراحله المختلفة حتى تخرج في عام 1961م، حاملاً زادًا علميًّا أهّله للاضطلاع بدور بارز في ميادين الدعوة والفكر والعمل العام.

مناصب ومسؤوليات رسمية

شغل الشيخ منصور الرفاعي عبيد منصب وكيل وزارة الأوقاف خلال فترة تولي الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي وزارة الأوقاف، وهي مرحلة بالغة الأهمية في تاريخ الدعوة المعاصرة في مصر، شهدت حضورًا قويًّا للفكر الوسطي وتجديد الخطاب الديني.

كما انتُخب عضوًا بمجلس الشعب في الفترة من 1984م إلى 1990م، وأسهم من خلال موقعه النيابي في مناقشة القضايا العامة من منظور ديني ووطني مسؤول.

وشارك كذلك في الحياة الثقافية، حيث كان عضوًا باتحاد الكتاب، جامعًا بين الفكر الديني والهم الثقافي، ومؤكدًا أهمية التكامل بين الدين والثقافة في بناء وعي المجتمع.

 

إنتاج علمي وفكري غزير

خلّف الشيخ منصور الرفاعي عبيد أكثر من خمسين مؤلفًا تنوعت موضوعاتها بين القضايا العقدية، والاجتماعية، والفكرية، وتناولت مشكلات العصر بلغة مبسطة ومنهجية علمية رصينة، سعت إلى ترسيخ القيم الإسلامية الصحيحة، ومواجهة الانحرافات الفكرية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

واتسمت كتاباته بالجمع بين الحكمة الشرعية والرؤية الواقعية، ما جعلها قريبة من الناس، ومؤثرة في الخطاب الدعوي والثقافي على حد سواء.

 

تكريم مستحق في حياته

وفي لفتة تقدير لمسيرته الممتدة، كان الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، قد أهدى الشيخ منصور الرفاعي عبيد نسخة من المصحف الشريف ودرع وزارة الأوقاف المصرية، تكريمًا لجهوده الكبيرة وعطائه المخلص في خدمة الدعوة الإسلامية، وإسهاماته الفكرية والعلمية على مدار عقود.

 

وفاة عالم ترك أثرًا لا يُنسى

رحل الشيخ منصور الرفاعي عبيد اليوم الأحد عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد رحلة طويلة في خدمة كتاب الله، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، وترك وراءه سيرة عطرة، وإرثًا علميًّا سيظل قدوة ونبراسًا للأئمة والدعاة وطلاب العلم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق