عادت أزمة النجم محمد صلاح مع نادي ليفربول إلى الواجهة مجددًا، رغم مشاركته كبديل في فوز “الريدز” على برايتون، في المباراة التي سبقت سفره للانضمام إلى منتخب مصر استعدادًا للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية.
ورغم محاولات المدير الفني الهولندي آرني سلوت احتواء تداعيات التصريحات التي أدلى بها صلاح عقب مواجهة ليدز، فإن الجدل لا يزال قائمًا خارج أسوار النادي. واعترف سلوت بأن الحديث الإعلامي حول الأزمة مستمر، مؤكدًا أن الملف بالنسبة له قد أُغلق، قائلاً:«بالنسبة لي، الموضوع انتهى، لكن إذا أراد العالم الخارجي الاستمرار في الحديث عنه، فلا مشكلة لدي».
وكشفت تقارير أن سلوت عقد جلسة خاصة مع صلاح يوم الجمعة الماضي، عقب استبعاده من قائمة الفريق المسافرة إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعيده للمشاركة في اليوم التالي، حيث دخل بديلاً وساهم في صناعة الهدف الثاني لهوجو إيكيتيكي أمام برايتون.
وأوضح مدرب ليفربول أن قرار الاستبعاد كان لأسباب انضباطية، مؤكدًا أن كل مدرب يتعامل مع مثل هذه المواقف بطريقته الخاصة، مضيفًا: «هل يتم استبعاده مباراة؟ مباراتين؟ أربعة أشهر؟ كل مدرب يتخذ قراراته».
سلطت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية الضوء على عدة تساؤلات ما زالت مطروحة بشأن وضعية صلاح داخل ليفربول، رغم الأداء الجيد أمام برايتون. وأشارت إلى أنه مع توجه النجم المصري للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، من المنتظر أن تستمر المفاوضات بين ممثليه وإدارة النادي، في ظل وجود علامات استفهام لم تُحسم بعد.
وأبرز هذه التساؤلات، هل اعتذر محمد صلاح عن تصريحاته؟ وهل تم حل الخلاف بشكل كامل أم أن ما حدث مجرد هدنة مؤقتة؟
سلوت رفض الكشف عن تفاصيل ما دار بينه وبين اللاعب، مكتفيًا بالقول: «سأتعامل مع صلاح مثل أي لاعب آخر، ولا أرى مشكلة تحتاج إلى حل».
ازدادت التكهنات بشأن مستقبل محمد صلاح بعد تصرفاته عقب مباراة برايتون، عندما قبّل شعار النادي ووجّه التحية للجماهير، ما فتح باب التأويلات، خاصة في ظل تبقي 18 شهرًا فقط في عقده، ووجود اهتمام سابق من أندية الدوري السعودي.
كما أن تراجع مشاركاته الأساسية زاد من الغموض، إذ لم يبدأ صلاح أي مباراة في آخر خمس مواجهات، وهو ما يُعتقد أنه أحد أسباب غضبه، في ظل قناعته بأن تاريخه مع النادي يمنحه أولوية في التشكيل.
معادلة فنية واستعداد لمرحلة جديدة
سلوت أوضح أن تقليص دور صلاح لم يكن بسبب تراجع معدله التهديفي فقط، بل لرغبته في تحقيق توازن دفاعي أفضل، وهو ما انعكس بتحقيق الفريق ثلاث مباريات بشباك نظيفة خلال آخر خمس مواجهات.
وفي المقابل، أنفق ليفربول ما يقارب 300 مليون جنيه إسترليني على مهاجمين جدد مثل ألكسندر إيزاك، هوجو إيكيتيكي وفلوريان فيرتز، في خطوة اعتبرها البعض تمهيدًا لمرحلة ما بعد محمد صلاح، رغم غياب بديل صريح في مركز الجناح الأيمن.
ما بعد أمم إفريقيا.. الحسم المنتظر
يبقى السؤال الأهم معلقًا: هل سيعود محمد صلاح لاعبًا أساسيًا بعد كأس الأمم الإفريقية، أم أن ليفربول سيواصل الاعتماد على توليفة جديدة بدونه؟
الإجابة قد تتضح مع عودة النجم المصري إلى آنفيلد، حينها سيتبين ما إذا كانت الأزمة قد طُويت نهائيًا، أم أنها بداية لمرحلة جديدة قد تحمل نهاية مشوار استثنائي في تاريخ النادي.


















0 تعليق