كاسبرسكي: 90% من المستخدمين يعتمدون على حلول الأمن السيبراني في 2025

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية الحاسوبية، تكشف بيانات حديثة عن تغير واضح في سلوك المستخدمين تجاه الأمن الرقمي، حيث لم يعد الاعتماد على الحماية الإلكترونية مقتصرًا على المتخصصين أو العاملين في القطاعات التقنية، بل أصبح ممارسة شائعة بين الأفراد في مختلف أنحاء العالم. وتشير دراسة أجرتها شركة كاسبرسكي خلال عام 2025 إلى تصاعد ملحوظ في اهتمام المستخدمين بإدارة أمنهم السيبراني بأنفسهم، في ظل تصاعد حجم التهديدات الرقمية وتنوعها.

الدراسة، التي شملت أكثر من 20 دولة في مناطق آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، وأمريكا الوسطى، والشرق الأوسط، أظهرت أن أكثر من 90% من المشاركين يستخدمون حلاً واحدًا على الأقل من حلول الأمن السيبراني، مقارنة بنسبة 79% فقط في استطلاع مماثل أُجري عام 2023. هذا الارتفاع اللافت يعكس تحولًا تدريجيًا في نظرة المستخدمين إلى السلامة الرقمية، باعتبارها جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية وليس مجرد إجراء احترازي إضافي.

وتأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه التهديدات السيبرانية تصاعدًا مستمرًا. فخلال عام 2025 وحده، رصدت أنظمة كاسبرسكي ما يقرب من 500 ألف ملف خبيث يوميًا، بزيادة قدرها 7% مقارنة بالعام السابق. وتشمل هذه التهديدات أنواعًا مختلفة من البرمجيات الخبيثة، وهجمات التصيد الاحتيالي، ومحاولات اختراق البيانات الشخصية، وهو ما يفسر تزايد قلق المستخدمين بشأن سلامة معلوماتهم الرقمية.

وبحسب بيانات الدراسة، يستخدم 93% من الأفراد المشاركين في الاستطلاع أدوات أمنية رقمية لحماية أجهزتهم وحساباتهم. وكان الدافع الرئيسي وراء هذا السلوك هو الحماية من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة والهجمات السيبرانية، وهو سبب ذكره 60% من المشاركين. في حين أشار 53% إلى حماية البيانات الحساسة كسبب أساسي لاستخدام الحلول الأمنية، بينما رأى العدد نفسه أن هذه الأدوات تمنحهم شعورًا أكبر بالأمان أثناء استخدام الإنترنت.

وتتنوع الأدوات التي يعتمد عليها المستخدمون لتحقيق هذا المستوى من الحماية. فقد أظهرت نتائج الدراسة أن برامج مكافحة الفيروسات لا تزال في صدارة الحلول الأكثر استخدامًا، إلى جانب تطبيقات الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي تساهم في حماية الخصوصية أثناء التصفح، وبرامج إدارة كلمات المرور التي تساعد على تأمين الحسابات الرقمية المتعددة. كما يلجأ بعض المستخدمين إلى أدوات حظر أرقام الهواتف غير المرغوب فيها، وأدوات الرقابة الأبوية، خاصة في الأسر التي تضم أطفالًا ومراهقين يستخدمون الإنترنت بشكل منتظم.

ويرى خبراء الأمن الرقمي أن هذا التحول لا يمكن اعتباره رد فعل مؤقتًا على تصاعد الهجمات الإلكترونية، بل يعكس تغيرًا أعمق في الثقافة الرقمية للمجتمعات. فالمعرفة الرقمية لم تعد مهارة تقنية متقدمة، بل أصبحت مهارة حياتية أساسية، على غرار القراءة والكتابة، في ظل الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية في العمل والتعليم والتواصل الاجتماعي والتسوق.

وفي هذا السياق، توصي كاسبرسكي المستخدمين باتباع مجموعة من الممارسات التي تساعد على تعزيز الأمن السيبراني الشخصي. من أبرز هذه الممارسات الاعتماد على حلول أمنية موثوقة وشاملة قادرة على التصدي لمختلف أنواع التهديدات الرقمية، مع ضرورة تحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات بشكل منتظم، حيث تسهم التحديثات في سد الثغرات الأمنية التي قد تستغلها الهجمات الإلكترونية.

كما تحذر الشركة من مخاطر تسريب بيانات الهوية، مشددة على أهمية الحد من مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، مثل أرقام الهواتف والعناوين والبريد الإلكتروني، إلا عند الضرورة القصوى. وتشير إلى أن الكثير من الهجمات تعتمد في الأساس على استغلال البيانات التي ينشرها المستخدمون طواعية عبر المنصات الرقمية.

وتؤكد التوصيات كذلك أهمية استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل خدمة رقمية، لتجنب فقدان جميع الحسابات في حال اختراق أحدها. ونظرًا لصعوبة حفظ عدد كبير من كلمات المرور المعقدة، ينصح الخبراء باستخدام برامج إدارة كلمات المرور، التي تتيح تخزين البيانات الحساسة بشكل آمن، مع الاكتفاء بحفظ كلمة مرور رئيسية واحدة.

ومع تطور تقنيات الاحتيال الرقمي، خاصة تلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل التزييف العميق ورسائل التصيد الاحتيالي المتقدمة، أصبح تعزيز المعرفة الرقمية أمرًا لا غنى عنه. وتشير كاسبرسكي إلى أهمية التعليم المنظم في هذا المجال، من خلال الدورات التدريبية المتخصصة التي تشرح كيفية اكتشاف محاولات الاحتيال، وحماية البيانات الشخصية، والاستخدام الآمن للبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أساليب التسوق الإلكتروني الآمن.

وتُظهر نتائج الاستطلاع أن المشاركين لا ينتمون إلى فئات مهنية أو اجتماعية محددة تتطلب بطبيعتها معرفة تقنية متقدمة، إذ اقتصر اختيار العينة على أفراد تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، يستخدمون الإنترنت مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، ويمتلكون جهازًا شخصيًا واحدًا على الأقل. وهو ما يعزز فكرة أن الوعي بالأمن السيبراني بات ظاهرة عامة، تشمل شرائح واسعة من المستخدمين.

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الأمن الرقمي لم يعد خيارًا ثانويًا، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من أسلوب الحياة الحديثة. ومع استمرار تصاعد التهديدات الإلكترونية، يتوقع الخبراء أن يزداد اعتماد الأفراد على حلول الحماية الرقمية، مدفوعين بإدراك متنامٍ بأن حماية البيانات والهوية الرقمية تبدأ من المستخدم نفسه قبل أي جهة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق