Trump Mobile تبيع هواتف مجددة بلا ابتكار

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم مرور شهور على الإعلان عنه، لا يزال هاتف T1 المزعوم من شركة Trump Mobile مجرد منتج غير موجود على أرض الواقع، أقرب إلى الوعود التسويقية منه إلى هاتف ذكي حقيقي. 

ومع ذلك، يبدو أن غياب الهاتف لم يمنع الشركة من إيجاد طرق جديدة لتحقيق الإيرادات، حيث بدأت مؤخرًا في بيع هواتف مجددة من علامات تجارية معروفة، في خطوة أثارت كثيرًا من علامات الاستفهام حول نموذج عمل الشركة ومصداقيتها.

بحسب ما ظهر على الموقع الرسمي لـ Trump Mobile، أصبحت الشركة تعرض هواتف Renewed أو مجددة تشمل طرازات من Samsung Galaxy S24 وGalaxy S23، إلى جانب iPhone 15 وiPhone 14. 

المفارقة أن هذه الأجهزة لا تحمل أي ابتكار أو إضافة من Trump Mobile نفسها، بل هي هواتف معاد تجديدها من شركات أخرى، تُباع بأسعار مماثلة — وأحيانًا أعلى — من الأسعار المتاحة لدى متاجر إلكترونية معروفة ومتخصصة في بيع الأجهزة المجددة.

موقع Gizmodo كان من أوائل من لفتوا الانتباه إلى هذه النقطة، مشيرًا إلى أن Trump Mobile لا تقدم أي ميزة سعرية أو خدمية واضحة تبرر شراء هذه الهواتف من منصتها بدلًا من بائعين أكثر خبرة وشفافية في هذا المجال. وهو ما يعزز الانطباع بأن الشركة تراهن بشكل أساسي على الاسم والعلامة السياسية أكثر من القيمة الفعلية للمنتج.

في الوقت نفسه، لا يزال الغموض يحيط بهاتف T1 نفسه، الذي جرى الترويج له باعتباره أول هاتف ذكي تابع للشركة. شبكة NBC News كانت قد قررت في أغسطس الماضي طلب أحد هواتف T1 بهدف متابعة تطور المشروع على أرض الواقع. ووفقًا لتقرير الشبكة، فقد تلقت بالفعل رسالة تأكيد الطلب بعد التحقق من أن عملية الدفع لم تكن احتيالية، لكن القصة توقفت عند هذا الحد.

منذ ذلك الحين، لم يتلق فريق NBC News أي معلومات واضحة حول موعد شحن الهاتف أو أسباب التأخير المستمر. والأكثر لفتًا للانتباه أن Trump Mobile، وكذلك منظمة ترامب، لم يردوا على عدة طلبات للتعليق أو التوضيح بشأن مصير الهاتف أو جدول إطلاقه. هذا الصمت زاد من الشكوك حول ما إذا كان الهاتف قيد التطوير فعلًا، أم أنه مجرد فكرة استُخدمت لجذب الانتباه وجمع الأموال.

وليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها Trump Mobile اتهامات بعدم الشفافية. فعند الإعلان الأولي عن الهاتف، أكدت الشركة أن جهاز T1 “صُنع في الولايات المتحدة”، وهو ادعاء قوبل بتشكيك واسع من خبراء الصناعة، نظرًا لتعقيد سلاسل توريد الهواتف الذكية واعتمادها شبه الكامل على مصانع خارج أمريكا. وبعد فترة قصيرة، اختفت عبارة “Made in the USA” بهدوء من الموقع الرسمي، دون أي توضيح أو اعتذار، ما اعتبره كثيرون إقرارًا غير مباشر بعدم دقة هذا الادعاء.

طرح هواتف مجددة من سامسونج وآبل يفتح تساؤلات إضافية حول استراتيجية Trump Mobile. فبدلًا من تقديم هاتفها الخاص أو حتى توضيح موقفها من مشروع T1، اختارت الشركة الدخول في سوق مزدحم أصلًا، تسيطر عليه شركات تقدم ضمانات واضحة وأسعارًا تنافسية. وفي ظل غياب أي قيمة مضافة حقيقية، يصبح قرار الشراء من Trump Mobile أقرب إلى موقف سياسي أو عاطفي، لا إلى اختيار استهلاكي عقلاني.

كما أن تسعير هذه الهواتف يثير جدلًا واسعًا، خاصة عندما تكون الأجهزة متاحة بنفس المواصفات والحالة، وأحيانًا بسعر أقل، لدى بائعين معروفين بتاريخهم في سوق الأجهزة المجددة. وهذا يضع Trump Mobile في موقف محرج، إذ يبدو أنها تعتمد على الثقة بالاسم، لا على المنافسة الفعلية في السوق.

في النهاية، تظل قصة Trump Mobile مثالًا صارخًا على الفجوة بين الوعود التسويقية والواقع العملي. فهاتف T1 لم يظهر حتى الآن، والتواصل مع العملاء محدود، والبدائل المطروحة لا تقدم ميزة حقيقية. ومع استمرار بيع أجهزة مجددة بأسعار مثيرة للجدل، يزداد السؤال إلحاحًا: هل نحن أمام مشروع تقني حقيقي في طور التعثر، أم مجرد علامة تجارية تستثمر في الجدل والضجة لتحقيق مكاسب سريعة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤشرات الحالية لا تبدو مطمئنة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق