عندما انحنت التكنولوجيا.. كيف باع كبار عمالقة التقنية ولاءهم لترامب في 2025

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد عام 2025 تحولًا مذهلًا في علاقة كبار شركات التكنولوجيا الأمريكية بالسلطة السياسية، إذ تجاوزت الإجراءات التقليدية للتأثير على الحكومة لتصل إلى درجة انصهار مصالح الشركات مع أهداف الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.

 خلال العامين الأخيرين، بذلت شركات مثل Google وApple وAmazon وMeta ومايكروسوفت وX (سابقًا تويتر) جهودًا غير مسبوقة لكسب رضا الرئيس، بدافع حماية مصالح المساهمين وتحقيق مكاسب مالية، حتى لو كان ذلك على حساب القيم الأخلاقية والالتزامات المجتمعية.

Google: التضحية بالبرامج التنموية والتغيير الجغرافي

بدأت Google خطواتها التنازلية منذ يناير 2025، عندما ألغت أهدافها الخاصة بالتوظيف المتنوع بعد أن أصدرت إدارة ترامب أوامر تنفيذية لتفكيك برامج التنوع والمساواة في الحكومة الفيدرالية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عدلت Google مبادئها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتسمح باستخدامه في الأسلحة والمراقبة، متماشية مع سياسات الإدارة الجديدة. على سبيل المثال، قامت الشركة بتغيير اسم "الخليج المكسيكي" في خرائط Google إلى "خليج أمريكا" تماشيًا مع توجيهات ترامب.

علاوة على ذلك، وافقت Alphabet على دفع 24.5 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب ضد يوتيوب بعد تعليق حساباته، حيث حصل الرئيس السابق على 22 مليون دولار. كما ساهمت Google بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب وشاركت في تمويل قاعة الرئاسة الجديدة بقيمة 300 مليون دولار.

Amazon: خدمات سحابية ومساهمات سياسية

أما Amazon فقد وعدت بمنح الإدارة الأمريكية قروضًا وخدمات سحابية تصل قيمتها إلى مليار دولار حتى 2028، تشمل تدريبًا وشهادات وخدمات مباشرة. مؤسس الشركة، جيف بيزوس، ساهم بمليون دولار في حفل التنصيب، ودفع صحيفة واشنطن بوست لتبني مواقف محافظة ودعم ترامب عبر صفحات الرأي وتعيين كتاب جدد يروجون للسياسات اليمينية.

Apple: استثمارات ضخمة وهدايا فاخرة

Apple اختارت الاستراتيجية نفسها من خلال ضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، وصلت إلى 500 مليار دولار على مدار أربع سنوات، مع هدايا فاخرة مثل تمثال ذهبي أهداه تيم كوك شخصيًا لترامب. كما غيرت Apple خرائطها لتغيير اسم "الخليج المكسيكي" إلى "خليج أمريكا" وساهمت في تمويل القاعة الرئاسية بقيمة 300 مليون دولار.

Meta: تحولات في السياسات والتمويل السياسي

لم يتأخر مارك زوكربيرج عن اللحاق بالركب، حيث تبرع بمليون دولار لحفل التنصيب، وألغى برامج التنوع، وتراجع عن استخدام فاحصي الحقائق الخارجيين في منصاته الاجتماعية، كما عدل سياسات خطاب الكراهية لتسهيل مهاجمة مجتمع LGBTQ. أيضًا، ستدفع Meta 25 مليون دولار لتسوية دعوى ترامب المتعلقة بتعليق حسابه بعد أحداث الكابيتول.

مايكروسوفت وإيلون ماسك: استراتيجيات الدعم المبالغ فيها

مايكروسوفت ساهمت بمليون دولار في الحفل، وقدمت خدمات بقيمة 3.1 مليار دولار ضمن استراتيجية "OneGov" لتخفيض تكاليف الحكومة الأمريكية على الخدمات السحابية والأمن السيبراني.

أما إيلون ماسك، فقد كان اللاعب الأكبر، حيث أنفق 277 مليون دولار لدعم ترامب ومرشحين آخرين، وخلق منصات رقمية تدعم خطاب الرئيس، وأعاد حساب ترامب على "X"، ودفعت شركته حوالي 10 ملايين دولار لتسوية دعوى ترامب المتعلقة بحظر الحساب.

نهاية العام: الخسارة الأخلاقية والمكسب المالي

خلال عام 2025، ثبت أن معظم شركات التكنولوجيا الكبرى الأمريكية انحنت للسياسة أكثر من أي وقت مضى، واضعة مكاسب المساهمين فوق المبادئ الأخلاقية والاجتماعية. من Google إلى Meta، ومن Apple إلى Amazon، كان هدف كل هذه التحركات واضحًا: حماية مصالح الشركات وتوسيع النفوذ الاقتصادي، حتى لو كان ذلك على حساب قيم المجتمع والمصداقية التكنولوجية.

يمكن القول إن هذا العام سجّل فصلًا جديدًا في تاريخ العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة في أمريكا، فصلٌ يوضح كيف يمكن للمال والنفوذ السياسي أن يغيرا قواعد اللعبة في عالم الأعمال والتكنولوجيا العالمية، ويترك تساؤلات كبيرة حول مسؤولية هذه الشركات تجاه المجتمع وقيمها الأساسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق