في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خريطة صناعة الترفيه الأمريكية، أعلنت شركة وارنر بروس ديسكفري رسميًا رفضها لعرض استحواذ عدائي بقيمة 108 مليارات دولار مقدم من شركة باراماونت سكاي دانس.
وأكدت الشركة في بيان رسمي أن هذا العرض لا يقدم ضمانات كافية من عائلة إليسون، مشددة على التزامها باستكمال صفقة الاستحواذ مع نتفليكس بقيمة 82.7 مليار دولار، والتي من المتوقع إتمامها العام المقبل بعد استيفاء الموافقات التنظيمية.
قال مجلس إدارة وارنر بروس ديسكفري إن العرض المقدم من باراماونت لا يمثل "عرضًا متفوقًا" وفق شروط اتفاق الاندماج المبرم مع نتفليكس في ديسمبر 2025، مشيرًا إلى أن العرض العدائي لم يلب توقعات الشركة ومساهميها، ولم يوفر الضمان المالي المطلوب من أصحاب القرار.
وأوضح البيان أن باراماونت اعتمدت في جزء من تمويلها على صناديق ثروة سيادية من السعودية وقطر وأبوظبي، ما كان قد يثير مراجعة الحكومة الأمريكية للصفقة من منظور الأمن القومي.
ورغم أن باراماونت أكدت أن عائلة إليسون ستدعم المبلغ بالكامل في حال انسحاب الصناديق السيادية، إلا أن مجلس إدارة وارنر بروس ديسكفري قال إن الشركة لطالما ضللت المساهمين بشأن "الضمان الكامل" من إليسون، مشددًا على أن الضمان المقدم من باراماونت يعتمد على "صندوق قابل للإلغاء" لا يعد بديلاً عن التزام مضمون من مساهم رئيسي.
وأضاف المجلس أن التوقعات بتحقيق 9 مليارات دولار من التوفير في التكاليف بعد اندماج باراماونت مع وارنر بروس قد تضعف صناعة هوليوود بدلًا من تعزيزها.
ومن جانبها، أعربت نتفليكس عن دعمها الكامل لموقف وارنر بروس ديسكفري، حيث أكد الرئيس التنفيذي المشارك للشركة، تيد ساراندوس، أن اتفاقية الاندماج مع نتفليكس هي الأفضل لمصلحة المساهمين والمستهلكين والمبدعين وصناعة الترفيه بشكل عام. وأضاف أن العملية التنافسية التي جرت بين الشركات أدت إلى تحقيق أفضل النتائج على صعيد السوق والمحتوى الترفيهي.
ويشير الخبراء إلى أن رفض العرض العدائي من باراماونت يعكس استراتيجية وارنر بروس ديسكفري في حماية مصالحها طويلة الأجل، وضمان استمرار الصفقة مع نتفليكس، والتي تشمل 84% من القيمة نقدًا، مقارنة بالعرض النقدي الكامل البالغ 30 دولارًا للسهم من باراماونت. وتأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق الحذر من التعقيدات التنظيمية والسياسية التي قد تنجم عن مشاركة صناديق الثروة الأجنبية.
حتى الآن، لم تصدر باراماونت تعليقًا رسميًا على قرار وارنر بروس ديسكفري، لكن الشركة سبق وأن أكدت أن عرضها النقدي يمثل صفقة أفضل من حيث السهولة المالية ومسار الموافقات التنظيمية المحتملة، مستندة إلى العلاقة المفترضة بين عائلة إليسون والرئيس الأمريكي السابق.
تظل الصفقة بين وارنر بروس ديسكفري ونتفليكس قيد التنفيذ، ومن المتوقع أن تشهد صناعة الترفيه العالمية مزيدًا من التغيرات في المشهد الاستثماري والمحتوى الرقمي، مع استمرار المنافسة الشرسة بين الكبار لضمان الريادة في سوق البث والمحتوى الترفيهي.


















0 تعليق