وجه محسن صالح، رئيس اللجنة الفنية السابق باتحاد الكرة، انتقادات حادة للمنظومة الكروية في مصر، على خلفية مشاركة منتخب مصر في كأس العرب، معتبرًا أن ما جرى يعكس خللًا عميقًا في الإدارة والتخطيط والاختيارات الفنية.

وقال صالح إنه يوجّه التحية للمنتخب الأردني على المستوى الذي قدمه في البطولة، مؤكدًا أن ما وصل إليه يعود إلى الأسس التي وضعها الراحل الكابتن محمود الجوهري، مضيفًا أن الأردن استفاد من مشروع طويل المدى لا يعتمد على الصدفة.

وأشاد صالح بما يقدمه المغرب على مستوى كرة القدم، واصفًا ما يحدث هناك بأنه «إعجاز بكل المقاييس»، موضحًا أن الفارق الحقيقي بين المغرب ومصر هو الانتقال من عقلية الربح إلى عقلية النجاح، حيث تُدار اللعبة هناك كمشروع شامل لا كمسكنات مؤقتة.

انتقادات حادة للمنظومة المصرية

وأكد محسن صالح أن كرة القدم في مصر أصبحت حكرًا على القادرين ماديًا، ما أدى إلى تراجع فرص المواهب الحقيقية في ممارسة اللعبة، مشددًا على أن غياب العدالة في إتاحة الفرص أحد أخطر أسباب التراجع.
كما هاجم آلية اختيار المدربين، قائلًا إن الانتقاء لا يتم على أسس فنية صحيحة، بل تحكمه المجاملات والعلاقات، وهو ما انعكس سلبًا على مستوى المنتخبات.

مشاركتنا بكأس العرب.. فشل

واعتبر صالح أن اللجنة الفنية كان يجب عليها الاعتذار للشعب المصري ثم الاستقالة بعد الفشل في كأس العرب، كاشفًا أن اللجنة فوجئت بطلب من هاني أبو ريدة بإيجاد حل للمشاركة في البطولة، عقب رفض حسام حسن خوضها بالمنتخب الأول.

وأوضح أن اسم ماهر لم يُطرح من الأساس لتولي تدريب منتخب مصر في كأس العرب، بينما جرى طرح اسمي حسام البدري وطلعت يوسف، قبل التراجع عن القرار، مشيرًا إلى أن الخوف من الهجوم الإعلامي حال دون تعيين طلعت يوسف.

وأكد أن اللجنة الفنية لا تملك سلطة تنفيذية، وأن دورها استشاري فقط، ما أفقدها القدرة على فرض قرارات حاسمة.

خلافات داخلية وسوء تنسيق

وكشف صالح أن حلمي طولان اعترض على تعيين أحمد حسن وعصام الحضري ضمن الجهاز الفني، مؤكدًا أن غياب التنسيق بين الجهازين الفنيين للمنتخب الأول ومنتخب كأس العرب كان خطأً فادحًا، وكان يجب على أحمد حسن وإبراهيم حسن الجلوس معًا لضمان التكامل بين المنتخبين.
وأشار إلى أنه تم تحذير هاني أبو ريدة مسبقًا من الخلافات بين الأجهزة الفنية، مع وعود بحلها، لكنها استمرت دون تدخل حاسم.

وشدد صالح على أن منتخب مصر الذي شارك في كأس العرب كان غير مؤهل في جميع الجوانب، فنيًا وإداريًا وتنظيميًا، لافتًا إلى أن مشاركة بعض اللاعبين الدوليين الكبار جاءت بدافع إثبات الذات للمنتخب الأول، وهو ما أربك الفريق وكان أحد أسباب الفشل.
نظرة للمرحلة المقبلة
وعن المنتخب الأول، أكد محسن صالح أن الفوز على نيجيريا كان مهمًا لكسب الثقة، لكنه شدد على ضرورة البداية القوية أمام زيمبابوي، مع إجراء تغييرات واضحة في طريقة اللعب والتشكيل قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا.
كما طالب بمشاركة محمد الشناوي في مباراة زيمبابوي، مع التغاضي عن الخطأ الذي ارتكبه أمام نيجيريا، حفاظًا على الاستقرار والثقة داخل الفريق.