رغم استمرار عقده مع نادي ليفربول حتى صيف 2027، عاد اسم النجم المصري محمد صلاح ليتصدر المشهد مجددًا، وسط تصاعد النقاش داخل الأوساط الإنجليزية حول مستقبله الفني، وهوية اللاعب القادر على خلافته في مركز الجناح الأيمن خلال السنوات المقبلة.

ويأتي هذا الجدل في ظل موسم متقلب لصلاح، لم يظهر فيه بالمستوى الثابت الذي اعتاده جمهور «أنفيلد»، إلى جانب حالة التوتر التي فجّرها اللاعب بتصريحاته العلنية عقب مواجهة ليدز يونايتد، والتي عبّر خلالها عن استيائه من وضعه داخل الفريق في عهد المدرب آرني سلوت.

وبينما أنفق ليفربول مبالغ كبيرة مؤخرًا للتعاقد مع أسماء هجومية بارزة، على رأسها ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز، يرى عدد من نجوم الكرة الإنجليزية السابقين أن النادي بات مضطرًا للتفكير مبكرًا في مرحلة ما بعد محمد صلاح.

زيندن: إيجاد بديل لصلاح شبه مستحيل

في هذا السياق، طرح بولو زيندن، نجم تشيلسي السابق، اسم الفرنسي ديزري دوي، لاعب باريس سان جيرمان، كخيار محتمل لخلافة محمد صلاح، مؤكدًا أن المهمة ستكون بالغة الصعوبة.

وقال زيندن، في تصريحات لموقع «ليفربول دوت كوم»، إن إيجاد لاعب يعوّض تأثير صلاح الفني والتهديفي «شبه مستحيل»، لكنه يرى في دوي موهبة قادرة على التطور داخل أجواء الدوري الإنجليزي، موضحًا أن ليفربول بحاجة إلى جناح أيمن صريح، في ظل اعتماد باريس سان جيرمان على عثمان ديمبيلي وبرادلي باركولا في الجهة اليسرى.

وأضاف أن دوي يمتلك المقومات التي تسمح له بالنجاح في «أنفيلد»، حال اضطر النادي مستقبلًا لاتخاذ قرار صعب بشأن الاستغناء عن نجمه المصري.

بارنز: لا أحد يملك حقًا مكتسبًا في التشكيل

على الجانب الآخر، قدّم جون بارنز، أحد أساطير ليفربول، قراءة أكثر صرامة للموقف، منتقدًا اعتراض محمد صلاح العلني على استبعاده من التشكيل الأساسي، ومؤكدًا أن التاريخ لا يمنح اللاعب حصانة دائمة داخل الملعب.

وقال بارنز إن «لا أحد يملك حقًا إلهيًا في اللعب أساسيًا»، معتبرًا أن المشاركة يجب أن تُبنى على الأداء الحالي وليس على الإنجازات السابقة، حتى لو تعلق الأمر بلاعب بحجم محمد صلاح.

وأوضح أن تعامل ليفربول مع الأزمة كان «مثاليًا» من وجهة نظره، بعدما اتخذ آرني سلوت قرارًا حاسمًا باستبعاد اللاعب، ثم أعاده لاحقًا للفريق دون تصعيد إضافي، وهو ما انعكس إيجابيًا في ظهوره أمام برايتون وصناعته لهدف وتقديمه أداءً جيدًا.

عامل العمر والمرحلة النفسية

وتطرق بارنز إلى الجانب النفسي المرتبط بتقدم العمر، مشيرًا إلى أن اللاعبين في منتصف الثلاثينات غالبًا ما يمرون بحالة صراع داخلي بين ما يشعرون أنهم قادرون على تقديمه، وما تعكسه وتيرة الأداء داخل الملعب.

وأكد أن الإحباط في هذه المرحلة «أمر إنساني»، لكنه لا يغيّر من حقيقة أن كرة القدم الحديثة تحكمها الجاهزية والاستمرارية، وليس الاسم فقط.