يوافق اليوم عيد ميلاد الفنانة القديرة عفاف شعيب، إحدى أبرز نجمات الدراما والسينما المصرية، والتي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن من خلال مسيرة فنية طويلة امتدت لعقود، قدمت خلالها أعمالًا فنية لا تزال خالدة حتى يومنا هذا.

ولدت عفاف أحمد علي شعيب في 19 ديسمبر 1948 بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، قبل أن تنتقل إلى القاهرة لتحقيق حلمها في التمثيل، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت عام 1972، لتبدأ خطواتها الأولى في عالم الفن، مستندة على موهبتها وثقافتها الفنية التي أهلتها لتقديم أدوار متنوعة منذ بداياتها.

بدأت عفاف شعيب مسيرتها على شاشة التليفزيون، حيث لفتت الأنظار بأدائها الهادئ والمؤثر، قبل أن تنتقل إلى السينما وتشارك في عدد من الأعمال المهمة، وقدمت مجموعة كبيرة من المسلسلات والأفلام التي حققت نجاحًا واسعًا، من أبرزها: كيدهن عظيم، النديم، ضاع حبي هناك، خدعتني امرأة، بعد الضياع، مسافر بلا طريق، وغيرها من الأعمال التي أثرت في الدراما المصرية.

قرار ارتداء الحجاب

في أوائل التسعينيات، قررت الفنانة عفاف شعيب الابتعاد عن الأضواء وارتداء الحجاب، قبل أن تعود لاحقًا إلى التمثيل، باختيارات فنية تتماشى مع قناعاتها الشخصية، مقدمة أدوارًا تعتمد على القيم الاجتماعية والإنسانية.

وقالت عفاف شعيب في تصريحات لبرنامج شيخ الحارة والجريئة مع إيناس الدغيدي، عن سبب ارتدائها الحجاب قائلة: “عند وفاة أخي بشكل مفاجئ عام 1988، رأيت في المنام رؤية غريبة تكررت معي لمدة سنتين أو ثلاثة برسالة لم أنساها، وقلت يا رب إذا هذا هو الحق، فليكن  وكنت أقعد أناجي ربنا لوحدي”.

وقالت عفاف شعيب أيضًا عبر تصريحات تلفزيونية، إنها في شهر أكتوبر 1988 فوجئت بشقيقها يخبرها قبل وفاته مباشرة: «يا عفاف، أنا هموت، مع السلامة».

وتابعت: «لم أستوعب ما قاله في البداية، لكنني فوجئت بعدها بشقيقي الآخر يخبرني أن شقيقي توفى بالفعل، في اليوم نفسه أنجبت زوجته طفلًا، وهو ما زاد من غرابة المشهد وتأثيره عليّ، ووالدتي نامت 3 أيام متواصلة بسبب تأثير الدواء».

واستكملت : «والدتي لم تستوعب وفاة شقيقي إلا بعد مرور هذه الفترة، تلك الأيام كانت من أصعب فترات حياتنا، وصوت شقيقي حتى اليوم ما زال في أذني، وكثيرًا ما أراه في المنام».

وأشارت إلى أن وفاة شقيقها كان أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتها للتمسك بالحجاب، معلقة: «شعرت أنني بحاجة للتقرب إلى الله والالتزام بطريق جديد في حياتي».

وأضاف عفاف شعيب: «الحجاب بالنسبة لي ليس مجرد زي، بل جزء من رحلتي الروحية وتجربتي الإيمانية التي بدأت منذ ذلك الوقت».