أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة مثيرة للاهتمام بين بعض فصائل الدم وارتفاع احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية في سن مبكر، مما يشير إلى دور محتمل للعوامل الوراثية في صحة القلب والأوعية الدموية ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن هذه النتائج ليست مدعاة للقلق المفرط.

الدراسة، التي تم نشرها في مجلة "Neurology"، استندت إلى تحليل بيانات جينية شملت نحو 620 ألف شخص، من بينهم حوالي 17 ألف مصاب بسكتة دماغية، وركزت على الفئة العمرية الممتدة بين 18 و59 عامًا.
بحسب الدراسة، تبيّن أن أصحاب فصيلة الدم "A1" أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية قبل سن الستين بنسبة تصل إلى حوالي 16% مقارنة بغيرهم. في حين أظهرت النتائج انخفاض الخطر بين الأفراد ذوي فصيلة الدم "O1" بنحو 12%. ورغم أن هذه النسب لها دلالة إحصائية، أصر الباحثون على أن زيادة الخطر المرتبطة بالفصيلة تبقى محدودة وفقًا لموقع "ساينس أليرت".
الدكتور ستيفن كيتنر، أخصائي الأعصاب الوعائية وكبير الباحثين في الدراسة، أشار إلى أن السبب المحدد وراء هذا الارتباط لا يزال غير معروف حتى الآن، ولكنه رجّح أنه قد يعود لعوامل تتعلق بتخثر الدم وتشكيل الجلطات، مثل دور الصفائح الدموية وبعض بروتينات الدم.
كما أوضحت الدراسة وجود اختلاف واضح بين طبيعة السكتات الدماغية التي تحدث في سن مبكر وتلك التي تصيب الأشخاص في مراحل عمرية متقدمة. فعند تجاوز سن الستين يتراجع تأثير فصيلة الدم كمؤشر خطورة، مما يشير إلى اختلاف في الأسباب البيولوجية بين النوعين. حيث ترتبط السكتات الدماغية المبكرة غالبًا باضطرابات التخثر، بينما تُعزى السكتات المتأخرة بشكل أساسي إلى تصلب الشرايين.
ورغم أهمية هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن أغلب السكتات الدماغية تُسجل لدى الأشخاص بعمر 65 عامًا أو أكثر، وأن عوامل الخطر التقليدية مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والخمول البدني تظل أكثر تأثيرًا بكثير من عامل فصيلة الدم.
يشدد الخبراء على أن معرفة فصيلة الدم ليست بديلًا عن الالتزام بالإجراءات الوقائية التقليدية مثل اتباع نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الطبية المنتظمة ومع ذلك، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم أعمق لدور العوامل الوراثية في الطب الشخصي ووضع استراتيجيات أفضل للوقاية من السكتات الدماغية في المستقبل.


















0 تعليق