توصل علماء أمريكيون إلى أن الاستخدام المتكرر لأجهزة تسمير البشرة يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الجلد، تحديدًا الميلانوما.

فقد كشف باحثون في مجال البيولوجيا الجزيئية أن تعريض الجلد باستمرار لهذه الأجهزة يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في معدل الطفرات الجينية في الخلايا الصبغية، وهو ما يعزز احتمالية تطور هذا الشكل الخطير من سرطان الجلد، وفقًا لتقارير صادرة عن جامعة نورث وسترن الأمريكية.
البروفيسور بدرام غيرامي من الجامعة ذاتها أشار إلى ضرورة رفع مستوى الوعي حول مخاطر أجهزة تسمير البشرة، مشبهًا التحذير منها بتلك العلامات الواضحة التي تطبع على علب السجائر التي تشير لمخاطر التدخين. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية صنفت منذ سنوات أجهزة التسمير ضمن مسببات السرطان الرئيسية، إلى جانب مواد مثل الأسبستوس والسجائر.
أجرى العلماء دراسات شاملة استندت إلى بيانات أكثر من 32 ألف مريض راجعوا قسم الأمراض الجلدية في جامعة نورث وسترن. أثبتت الدراسة أن نسبة كبيرة من المريضات تحت سن الخمسين اللاتي تعرضن لأجهزة التسمير أصبن بالميلانوما أو بأشكال أخرى من سرطان الجلد. وأفاد حوالي 7,500 شخص ممن زاروا القسم بأنهم استخدموا هذه الأجهزة سابقًا.
بهدف قياس تأثير التسمير على الحمض النووي لخلايا الجلد، حلل الباحثون عينات من 3,000 مريض يستخدمون هذه الأجهزة بانتظام وقارنوها بعينات لأشخاص لم يسبق لهم استخدامها. النتائج أظهرت تضاعف معدل الطفرات في خلايا الجلد بين مستخدمي الأجهزة مقارنة بغيرهم، وكانت تلك الطفرات منتشرة في جميع أنحاء الجسم، وليس فقط في المناطق المعرضة أساسًا لأشعة الشمس.
تبعًا للدراسة، بلغ معدل الإصابة بالميلانوما بين مستخدمي أجهزة التسمير 5.1%، وهو ما يزيد بكثير عن المعدل البالغ 2.1% لدى الأشخاص الذين لم يستخدموا هذه الأجهزة مطلقًا. كما كشفت النتائج أن الميلانوما تظهر غالبًا في المناطق التي تكون مغطاة بالملابس عادة، مما يؤكد الحاجة المُلحة لاتخاذ إجراءات صارمة، كحظر استخدام القُصّر لأجهزة التسمير ووضع قيود مُشددة لمنع حوادث التعرض الزائد لهذه الأشعة الخطرة.
















0 تعليق