6 شروط لكفالة اليتيم في الإسلام

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كفالة اليتيم من أعظم القيم الإسلامية التي حثّ عليها الشرع، وهي مسؤولية اجتماعية وواجب إنساني يساهم في حماية حقوق اليتيم ورعاية مصالحه، مع ضمان مكانته وكرامته، ويأتي الاهتمام بهذا الموضوع تأكيدًا على أهمية دعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، وإحسان معاملة الأيتام بما يحقق لهم حياة كريمة وآمنة.

 

شروط كفالة اليتيم

تضع الشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط لضمان تحقيق أهداف كفالة اليتيم وحفظ حقوقه، أهمها:

  1. أن تكون الكفالة من شخص حيّ، فلا يعتد بكفالة المتوفى.
  2. الالتزام بأن يكون طعام اليتيم وماله من مصدر حلال، مع تجنب المال الحرام.
  3. أن يكون اليتيم صاحبًا لماله، ولا يجوز التصرف فيه إلا بما يخص مصلحته.
  4. عدم نسب اليتيم للكافل، فالكفالة رعاية ودعم بعد الله، وليست تبنيًا شرعيًا.
  5. مراعاة مشاعر اليتيم وعدم قهره بالكلمة أو الفعل، لأن الظلم النفسي والمادي له كبير الأثر.
  6. الاهتمام بتعليم اليتيم وتأديبه، ورعاية صحته الجسدية، وتعليمه حرفة أو مهنة، وتحقيق استقلاله المادي عند بلوغه.


وتشدد النصوص الشرعية على أن أي إساءة لليتيم أو التصرّف بماله بغير وجه حق يُعد ذنبًا عظيمًا، ومن صور الظلم الموبقة التي حذر الله تعالى منها.

فضل كفالة اليتيم

كفالة اليتيم ليست مجرد عمل مادي، بل هي عبادة عظيمة وجسر للثواب في الدنيا والآخرة. فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"

 

وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا إلى أن من يعين الأرملة والمسكين ويكفل اليتيم يُعادل في الأجر من يقوم بالجهاد في سبيل الله أو قيام الليل والصيام، مما يدل على عظمة أجر هذه المسؤولية.

كفالة اليتيم تُعد سببًا في تطهير المال وتزكيته، وتعزز من الرحمة والكرم لدى الكافل، وتفتح له أبواب الخير في الحياة الدنيا، بما في ذلك الرخاء والسعادة والخاتمة الحسنة، فضلاً عن الثواب العظيم في الآخرة.

 

مكانة كفالة اليتيم في الإسلام

حرص الإسلام على وضع كفالة اليتيم في مقدمة القيم الإنسانية، باعتبارها وسيلة لتعويض اليتيم عن فقدان الأب أو الأم، وضمان توفير حياة كريمة له. ولا يشترط أن يعيش اليتيم تحت سقف الكافل، إذ تكفي الكفالة المادية ورعاية شؤونه وأخلاقياته ودينه، حتى يكبر ويصبح قادرًا على الاعتماد على نفسه، سواء كانت فتاة حتى تتزوج، أو ذكر حتى يبلغ ويعيل نفسه.

وقد أكد القرآن الكريم على ضرورة التعامل مع اليتيم بالإحسان والعدل، فقال تعالى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، في إشارة إلى أن القهر لا يقتصر على المال، بل يشمل المعاملة السيئة أو الكلمات الجارحة التي قد تؤذي مشاعره.

 

كفالة اليتيم هي مسؤولية دينية وإنسانية، تجمع بين البعد الروحي والأخلاقي والاجتماعي، وتُعد وسيلة لتعزيز التكافل في المجتمع. وهي فرصة عظيمة لنشر الرحمة والعدل، وضمان حقوق اليتيم، وتحقيق سعادة الكافل في الدنيا والآخرة، مع الحفاظ على الهوية القيمية والأخلاقية التي أرساها الإسلام.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق