روت المهندسة سارة البطوطي، رئيس مجلس إحدى شركات العقار، خلال مشاركتها في قمة المرأة المصرية 2025 تفاصيل مسيرتها المهنية، مشيرة إلى أنها بدأت وسط تحديات مبكرة في المملكة العربية السعودية، حيث كانت الفرص المتاحة للسيدات محدودة مقارنة بالرجال، وأكدت أن هذا الواقع دفعها للتفكير في كسر الإطار التقليدي والبحث عن فرصة جديدة خارج الحدود لتحقيق ذاتها وإطلاق قدراتها.

وأوضحت البطوطي أنها اتخذت قرار السفر بعد اتفاق صريح مع أسرتها، حيث وافقت والدتها بشرط عدم الاعتماد على أي دعم مادي، وهو ما مثل نقطة تحول محورية عزز لديها مفهوم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية الكاملة عن اختياراتها.
وعن عودتها إلى مصر، قالت البطوطي إن لديها رؤية واضحة وطموحًا لتأسيس كيان خاص بها، إلا أن بناء هوية الشركة وتعريف السوق بها استغرق نحو عام ونصف، واجهت خلاله تحديات متعددة على المستويين المهني والشخصي، واضطرت للقيام بجميع أدوار العمل بنفسها، من التخطيط والإدارة إلى التنفيذ والتواصل مع العملاء ووضع النظم الداخلية للشركة، ما منحها فهمًا عميقًا لكل تفاصيل العمل وأسّس لنجاح مستدام.
وأكدت البطوطي أن تجربتها الشخصية أثرت على فلسفتها في الإدارة والعمل، خاصة فيما يتعلق بدعم الشباب والطلاب، مشددة على أهمية اختيار مجالات العمل المتوافقة مع الشغف والقدرات الحقيقية، معتبرة أن العمل فيما يحب الشخص هو الطريق الأقصر للإبداع والاستمرارية.

وشددت على أن الإصرار والثقة بالنفس، إلى جانب الجرأة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب، كانت من أبرز عوامل نجاح مسيرتها المهنية، ولا تزال حجر الأساس في كل خطوة جديدة.
كما وجهت رسالة للشباب لتعامل ووعي مع التكنولوجيا، مؤكدة أن التطور التكنولوجي يتيح فرصًا غير مسبوقة للنجاح وبناء المسارات المهنية، شريطة استخدامه بشكل صحيح لتطوير المهارات، وإلا قد يتحول إلى وسيلة لإهدار الوقت.
وأكدت البطوطي أن الفارق الحقيقي بين من ينجح ومن يتعثر يكمن في الوعي والانضباط وحسن استثمار الوقت والمعرفة، مشيرة إلى أن الجيل الحالي يمتلك أدوات لم تكن متاحة للأجيال السابقة، ما يجعل مسؤولية استغلالها مضاعفة لصناعة مستقبل أفضل.
وتأتي هذه الجلسات ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، التي تشارك فيها وزارات وهيئات حكومية، وسفراء، ورؤساء جامعات، وأعضاء هيئات التدريس، وقيادات مؤسسات عامة وخاصة، بالإضافة إلى وفود شبابية من الجامعات الحكومية والخاصة، بهدف تأسيس جسر عملي بين الأكاديميات والقطاع الخاص والجهات الدولية.
وشهدت القمة توقيع شراكة استراتيجية مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتحويلها إلى برنامج طويل الأجل لدعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال، مع التركيز على دمج الابتكار والتكنولوجيا والعلوم الحديثة ضمن آليات الاقتصاد الوطني، بما يسهم في خلق فرص وظيفية مستدامة وتمكين الأجيال الجديدة.
كما تركز القمة على المحاور الرئيسية للتحولات الجذرية في سوق العمل، ومهارات المستقبل المطلوبة أمام الشباب والخريجين الجدد، من خلال جلسات وورش عمل متخصصة يشارك فيها نحو 100 متحدث من مصر ودول الخليج، وممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الدولية، لمناقشة الفرص المتاحة وآليات الدمج بين التعليم والعمل في مجالات STEM والذكاء الاصطناعي.













0 تعليق