كشفت تجربة اجتماعية حديثة أجراها باحثون في علم النفس السلوكي عن نتائج مفاجئة تتعلق بتأثير الصمت اليومي على طريقة تفكير الإنسان واتخاذه للقرارات، مؤكدة أن التوقف عن الكلام والضجيج لمدة 10 دقائق فقط يوميًا قد يحدث تغييرًا ملحوظًا في السلوك والمشاعر.
التجربة اعتمدت على تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ الأولى التزمت بالصمت التام لمدة 10 دقائق يوميًا دون استخدام الهاتف أو أي مشتتات، بينما واصلت المجموعة الثانية حياتها اليومية بشكل طبيعي. وبعد 30 يومًا، خضع المشاركون لاختبارات نفسية وسلوكية دقيقة.
وأظهرت النتائج أن المجموعة التي التزمت بالصمت أصبحت أكثر قدرة على التحكم في الانفعالات، خاصة في المواقف التي تتطلب ردود فعل سريعة أو قرارات مصيرية، كما انخفضت لديهم معدلات التوتر والاندفاع بنسبة ملحوظة مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وأوضح الباحثون أن الصمت لا يعني الفراغ العقلي، بل يمنح الدماغ فرصة لإعادة ترتيب الأفكار ومعالجة المشاعر المكبوتة، وهو ما يساعد على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وهدوءًا.
كما لاحظ فريق البحث تحسنًا في جودة النوم لدى المشاركين الذين التزموا بالصمت، إلى جانب زيادة القدرة على التركيز والانتباه، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط العمل أو القلق المزمن.
وأشار الخبراء إلى أن الضوضاء المستمرة، سواء كانت أصواتًا خارجية أو معلومات رقمية، تضع العقل في حالة إجهاد دائم، بينما يعمل الصمت كمساحة أمان نفسية تعيد التوازن للجهاز العصبي.
وأكدت الدراسة أن ممارسة الصمت لا تحتاج إلى طقوس معقدة، بل يمكن تحقيقها ببساطة من خلال الجلوس في مكان هادئ، التنفس بعمق، وترك الأفكار تمر دون مقاومة.
واختتم الباحثون توصياتهم بالتأكيد على أن إدخال لحظات الصمت ضمن الروتين اليومي قد يكون أحد أبسط الطرق وأكثرها فاعلية لتحسين الصحة النفسية واتخاذ قرارات أكثر حكمة.


















0 تعليق