يمثّل الخروج المبكر إلى صلاة الجمعة إحدى السنن النبوية المؤكدة التي تحثّ على تعظيم شعائر الله، وتعكس وعي المسلم بقيمة الوقت وحرصه على اغتنام مواسم الخير. وقد أولى الإسلام هذه السُّنّة اهتمامًا بالغًا لما يترتب عليها من أجر عظيم وآثار تربوية وروحية على الفرد والمجتمع.
وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة…»، وهو حديث يوضح أن التبكير إلى المسجد سببٌ لمضاعفة الأجر، إذ تتفاوت الدرجات حسب وقت الحضور، وكلما كان المسلم أسبق كان ثوابه أعظم.
فضل التبكير إلى المسجد
يُعد التبكير دلالة على تعظيم الصلاة والحرص على سماع الخطبة من بدايتها، كما يهيئ القلب للخشوع والسكينة، ويمنح المسلم فرصة للإكثار من الذكر وقراءة القرآن قبل إقامة الصلاة.
الملائكة تكتب الأجر
تؤكد الأحاديث النبوية أن الملائكة تقف على أبواب المساجد يوم الجمعة، تكتب أسماء الداخلين حسب سبقهم، فإذا خرج الإمام طُويت الصحف، ما يبرز أهمية الحضور المبكر وعدم الانشغال عن هذه العبادة العظيمة.
آثار تربوية واجتماعية
يسهم الخروج المبكر في نشر النظام والهدوء داخل المساجد، ويعزز روح الالتزام والانضباط، كما يرسّخ قدوة حسنة للأبناء والشباب في تعظيم الشعائر والمواظبة عليها.
بين التبكير والانشغال
ينبغي على المسلم تجنب ما يُذهب أجر الجمعة، مثل التخطي بين الصفوف أو الانشغال بالهواتف، والحرص على الجلوس بخشوع والإنصات للخطبة، حتى تكتمل العبادة بأفضل صورة.
إن الخروج المبكر لصلاة الجمعة ليس مجرد حضور مبكر، بل عبادة مستقلة تحمل في طياتها معاني الاستعداد، وتعظيم الوقت، وصدق النية، ليبقى يوم الجمعة محطة إيمانية متجددة تعيد للقلوب صفاءها وللنفوس طمأنينتها.








0 تعليق