تعيش الساحة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة حالة متزايدة من القلق الأمني، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، وتبادل التهديدات العلنية، وسط مخاوف من انتقال الصراع من الإطار السياسي والعسكري إلى ساحات أكثر حساسية تتعلق بالأمن الداخلي والشخصيات السياسية البارزة. وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية عن قضية جديدة أعادت ملف الاختراقات الأمنية إلى الواجهة.
اعتقال بتهمة التجسس
أفادت وسائل إعلام عبرية، الخميس، بأن السلطات الإسرائيلية اعتقلت شخصًا يُشتبه في قيامه بتصوير محيط مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، بناءً على طلب من جهات إيرانية. وذكرت القناة العبرية 14 أن المتهم، ويدعى فاديم كوبيانوف، قام بتنفيذ عمليات تصوير دقيقة لمحيط منزل بينيت يوم 8 نوفمبر الماضي.
آلية التصوير والمراقبة
وبحسب القناة، استخدم كوبيانوف كاميرا مثبتة داخل سيارته، وقام بتشغيل بث مباشر أثناء قيادته في الشارع الذي يقيم فيه بينيت. وأوضحت أن المتهم قاد سيارته ذهابًا وإيابًا لمدة 27 دقيقة متواصلة، في محاولة لرصد تفاصيل المكان، بما في ذلك المداخل والمحيط الأمني، في أسلوب يوحي بعملية مراقبة منظمة وليست تصرفًا عشوائيًا.
مراسلات مع جهات إيرانية
وأشارت التقارير العبرية إلى أن التحقيقات أسفرت عن العثور على مراسلات على الهاتف الشخصي للمتهم، تضمنت صورًا وتعليمات مباشرة من عملاء إيرانيين، طلبوا منه التقاط زوايا محددة ومقاطع فيديو لمحيط مقر إقامة بينيت. وأقر المتهم، وفق القناة، بالتهم الموجهة إليه، بما في ذلك وجود مراسلات وصور وفيديوهات مرتبطة بالواقعة.
التوتر الإيراني الإسرائيلي في الخلفية
تأتي هذه القضية في ظل تصعيد غير مسبوق في الخطاب بين تل أبيب وطهران، حيث تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن مخاوف من “سوء تقدير” قد يقود إلى مواجهة مباشرة، في وقت يواصل فيه مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، إطلاق تهديدات شديدة اللهجة تجاه إيران، متوعدين برد “قاسٍ جدًا” على أي تحرك يستهدف إسرائيل.
تعليق بينيت ورسائل التحدي
من جانبه، علّق نفتالي بينيت على الحادثة بتصريح مقتضب حمل نبرة تحدٍ، قائلًا: “لن تثنيني محاولات إيران عن مهمتي في الحياة. ليحيا شعب إسرائيل”. ويعكس هذا التصريح محاولة لتقليل أثر الحادثة على الصعيد المعنوي، في وقت يرى فيه مراقبون أن مثل هذه القضايا تزيد من حساسية المشهد الأمني الداخلي.
دلالات أوسع للقضية
ويرى محللون أن هذه الواقعة، سواء ثبتت جميع تفاصيلها أو لا، تعكس حجم التوتر وانعدام الثقة بين الطرفين، وتؤكد أن الصراع الإسرائيلي الإيراني بات يمتد إلى مساحات غير تقليدية، تشمل الأمن الشخصي والرمزي لقيادات سياسية سابقة وحالية، ما ينذر بمزيد من التعقيد في المرحلة المقبلة.


















0 تعليق