نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا، أمس الإثنين، سلطت فيه الضوء على أبرز خمس إنجازات صحية عالمية تحققت خلال عام 2025، من شأنها الإسهام في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم من أمراض خطيرة، في مقدمتها فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسل والملاريا.
وذكر التقرير أن العلماء والأطباء حققوا تقدمًا لافتًا في مجالات العلاج والوقاية من بعض أكثر الأمراض فتكًا عالميًا، رغم ما وصفه بـ"الظروف القاتمة" التي خيمت على عناوين الصحة العالمية هذا العام، في ظل تقليص التمويل الإنساني من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، من بينها المملكة المتحدة.
وأوضح التقرير أنه، وعلى الرغم من هذه التحديات، شهد عام 2025 تطورات إيجابية مهمة في أبحاث اللقاحات وتطوير علاجات جديدة ومحسنة لأمراض استعصت طويلًا على السيطرة.
وأشار إلى تحقيق هدف حماية 86 مليون فتاة من سرطان عنق الرحم قبل الموعد المحدد بنهاية عام 2025، وهو ما عزز آمال الخبراء بإمكانية القضاء على هذا النوع من السرطان خلال القرن المقبل.
كما أبرز التقرير اقتراب أول علاج جديد للملاريا منذ عقود من الحصول على الموافقات التنظيمية، بعد نجاح التجارب السريرية، حيث أظهر دواء طورته شركة "نوفارتس" العالمية فعالية أعلى من العلاج القياسي، بمعدل شفاء بلغ 99.2% مقابل 96.7%.
ولفت التقرير إلى أن دول الرأس الأخضر وموريشيوس وسيشل أصبحت أول ثلاث دول في أفريقيا جنوب الصحراء تعلن رسميًا القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، رغم ارتفاع عدد الإصابات عالميًا إلى نحو 11 مليون حالة في عام 2024. واعتبرت منظمة الصحة العالمية هذا الإنجاز نجاحًا كبيرًا للصحة العامة، ودليلًا على ما يمكن تحقيقه عند إعطاء الوقاية والتطعيم أولوية قصوى.
وأضاف التقرير أن 21 دولة في جزر المحيط الهادئ نجحت كذلك في القضاء على المرضين، في حين حققت بوتسوانا ورواندا نسبة تغطية تطعيم بلغت 95%، وهي العتبة اللازمة لوقف انتقال العدوى. وعلى المستوى العالمي، انخفضت وفيات الحصبة بنسبة 88% بين عامي 2000 و2024، مع إنقاذ نحو 59 مليون حياة بفضل اللقاحات.
وفيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية، أشار التقرير إلى وصول دواء "ليناكابافير"، الذي وصف بأنه "نقطة تحول" في مكافحة الفيروس، إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء خلال أشهر من اعتماده في الولايات المتحدة، حيث يكاد يمنع الإصابة بالفيروس بشكل كامل. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدامه في يوليو الماضي.
أما على صعيد مكافحة مرض السل، فقد شهد عام 2025 تقدمًا ملحوظًا، تمثل في وجود أربعة لقاحات في المراحل النهائية من الاختبارات، وتطوير فحوصات أسهل للكشف المبكر، إلى جانب علاج جديد قد يقلص مدة العلاج ويرفع نسب الشفاء. وأشار التقرير إلى أن مرض السل، منذ اكتشافه عام 1882، تسبب في وفاة أكثر من مليار شخص، ولا يزال أخطر الأمراض المعدية فتكًا في العالم.














0 تعليق