ما تزال قوات الحماية المدنية وأجهزة الأمن بمحافظة الفيوم تواصل، حتى الآن، عمليات البحث المضني لاستخراج جثتي شقيقين لقيا مصرعهما أسفل الأنقاض داخل حفرة تنقيب غير شرعية عن الآثار، بقرية الصعيدي التابعة لدائرة مركز الفيوم.
الضحيتان هما: أحمد مصطفى. ع .س، 36 عامًا، عامل، مقيم بمنطقة الحريشي، وحسام مصطفى. ع. س.، 41 عامًا، عامل، مقيم بالمنطقة ذاتها.
وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على الحادث، لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى الجثمانين، وسط صعوبات بالغة بسبب عمق الحفرة وإنهيار كتل ترابية كثيفة فوقهما.
حفرة الموت
تفاصيل الواقعة تعود إلى تلقي اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الفيوم يفيد بإنهيار حفرة تنقيب داخل أحد المنازل بمنطقة نجع الحادقة، أثناء قيام عدد من الأشخاص بالتنقيب عن الآثار بشكل سري، ما أسفر عن إحتجاز شقيقين أسفل الأرض.
إنتقال أمني وكردون مشدد
على الفور، انتقلت قوة أمنية بقيادة الرائد أحمد فريتم، رئيس مباحث مركز شرطة الفيوم، مدعومة بوحدات الإنقاذ التابعة لإدارة الحماية المدنية وسيارة إسعاف، حيث تم فرض كردون أمني بمحيط المنزل، والتحفظ على أدوات الحفر المستخدمة.
أدوات بدائية وانهيار مفاجئ
وكشفت المعاينة الأولية أن الضحايا أستخدموا أدوات بدائية في الحفر داخل حفرة عميقة، دون أي وسائل تأمين، ما أدى إلى إنهيار مفاجئ للأتربة فوقهم، محولًا الحفرة إلى مقبرة مغلقة.
وأفادت التحريات التي أُجريت بإشراف العميد حسن عبدالغفار، رئيس مباحث المديرية، وبمعرفة معتز اللواج مفتش مباحث مركز الفيوم ومدينة الفيوم الجديدة، أن قطعة الأرض محل الواقعة تعود لشخص سبق حبسه على ذمة قضية تنقيب عن الآثار، حيث استعان بالشقيقين وآخر للحفر مجددًا، في مغامرة أنتهت بمأساة.
وتُجرى عمليات البحث حاليًا تحت إشراف اللواء محمود حمدي، مساعد مدير أمن الفيوم للأمن العام، وسط حالة من الحزن والترقب بين أهالي القرية، الذين يراقبون المشهد في صمت ثقيل، بإنتظار خروج الجثمانين وطي صفحة مأساوية جديدة من مآسي التنقيب غير المشروع.
0 تعليق