أحمد أبوزيد يفوز بجائزة أفضل ممثل عن "سقوط حر"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شاركت مصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج بعرض «سقوط حر» من إنتاج نقابة المهن التمثيلية، وإعداد وإخراج محمد فرج الخشاب عن نص «ميراث الريح» لجيروم لورانس وروبرت لى.

وتناقش المسرحية نظرية النشوء لداروين من خلال محاكمة مدرس قرر أن يحرر عقول تلاميذه ويحثهم على استخدام العقل فى تحليل الأمور حولهم، وهو ما أدى به إلى السجن والمحاكمة.

وقدمت المسرحية على خشبة مسرح «الريو» رغم أن فلسفة التناول من قبل المخرج تعتمد على تحلق المتلقى حول الحكاية المقدمة، حتى إن الرجل استخدم الحضور كمحلفين يمكنهم أن يدلوا بأصواتهم فى المحاكمة المعلنة.

وتميز الإعداد الجديد للمسرحية بالتعاطف الذكى مع المدرس، الذى أحرج المؤسسة الدينية وتعاملها المتزمت مع صاحب العقل المحلل للأمور، رغم الإعلان غير الحقيقى عن حرية التفكير ومرونة تقبل الآخر.

أما عن المنظر المسرحى المصاحب، فقد اعتمد فريق العمل على بعض المكاتب مثل تلك المستخدمة فى المحاكم التقليدية، ففى الصدر جلس القاضى المستنير «أشرف طلبة» بثقته الكبيرة فى نفسه وقدرته على حسم التوترات والجدل الصارخ الذى يدور أمامه.

وامتاز العرض بالحوار والجدل الشيق بين كل من محامى المتهم ومحامى السلطة «مصطفى عسكر وهانى الطمبارى»، ولعبت الموسيقى المصاحبة دورًا رئيسيًا فى تأهيل المتلقى للأحداث المرتبكة وتمرير الحكاية المعقدة، وقد نجح فريق العمل بوعيه المغاير فى توضيح الصراع الملفت بين العلم والدين، وما يمثله كل فريق فى الدفاع عن قناعاته المبنية على خلفية راسخة. 

وفازت المسرحية بجائزة أفضل ممثل فى المهرجان وحصل عليها الممثل السكندرى أحمد أبوزيد، الذى امتاز تقديمه شخصية المدرس بالإيمان الشديد بقضيته وقربه الفاعل والمؤثر من تلاميذه الذين رباهم على جرأة التفكير والغوص الحقيقى فى الحقائق لبيان مدى صلاحيتها وقدرتها على التأثير، وبدا مشبعًا بالقضية مخلصًا لانفعالاتها الداخلية والخارجية عبر تعبيرات الوجه والجسد ولحظات الصمت والتعبير الإيمائى.

ولما كان التناول حميميًا وطريقة تدوير الفعل الدرامى تعتمد على استخدام المشاهدين كمشاركين فى العرض، قرر مخرج المسرحية أن يصعد عدد من المشاهدين ليحيطوا بالمحاكمة على خشبة المسرح، ما أسهم فى نجاح التناول وإن حرم من ذلك بقية الجمهور المتواجد فى الصالة، فذلك مسرح علبة إيطالى يتيح التلصص على الحكاية المقدمة ولا يسمح إلا فى النادر بمشاركة المتلقى.

وحينما تساءلت كيف لم يسمح بتوفير قاعة عرض تناسب طبيعة التناول معتبرًا تلك الخشبة غير مناسبة لفلسفة التناول كان الرد بأن كل عروض المسابقة الرسمية تقرر مسبقًا أن تقدم على مسرحين هما الفن الرابع والريو، وذلك لتكافؤ الفرص بين الفرق المشاركة، والحقيقة أن إدارة المهرجان كانت متعاونة بشكل كبير وقدمت كل الخدمات المطلوبة لفريق العمل كى يقدم العرض فى ظروف وأجواء مناسبة، جدير بالذكر أن إدارة المهرجان احتفت بالمسرح المصرى أيضًا عن طريق المنتدى الفكرى، فقد تم الاحتفاء بتجربة المخرج الكبير خالد جلال عن طريق إقامة ندوة تحليلية لمشواره المسرحى، وأدار الندوة مدير المسرح القومى الدكتور أيمن الشيوى.

أخبار ذات صلة

0 تعليق