تعد مشكلات السقوط وآلام المفاصل من أبرز التحديات الصحية التي تواجه كبار السن، إذ ترتبط بتراجع القدرة الحركية وزيادة احتمالات الإصابة بكسور أو مضاعفات مزمنة تؤثر على جودة الحياة. 

ويؤكد الأطباء أن تبني مجموعة من العادات اليومية البسيطة يمكن أن يلعب دورا حاسما في الوقاية من هذه المشكلات، والحفاظ على استقلالية كبار السن ونشاطهم اليومي لأطول فترة ممكنة.

عادات حركية يومية تعزز التوازن وتقلل خطر السقوط

يشدد المتخصصون على أهمية الحفاظ على الحركة المنتظمة، حيث تساهم التمارين الخفيفة في تقوية العضلات وتحسين التوازن. ويُعد المشي اليومي، حتى لفترات قصيرة، من أفضل الأنشطة التي تحفز الدورة الدموية وتزيد من مرونة المفاصل،  كما تساعد تمارين التوازن، مثل الوقوف على قدم واحدة أو استخدام الكرسي للدعم، في تقليل احتمالات التعثر والسقوط داخل المنزل أو خارجه.

وينصح الخبراء بضرورة تجنب الحركات المفاجئة، خاصة عند الوقوف من وضع الجلوس أو الاستلقاء، مع إعطاء الجسم الوقت الكافي للتأقلم وتفادي الدوخة التي قد تؤدي إلى السقوط.

نمط حياة صحي يدعم المفاصل ويقوي العظام

يلعب النظام الغذائي المتوازن دورًا أساسيًا في حماية المفاصل والعظام لدى كبار السن،  ويؤكد الأطباء أهمية تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»، مثل منتجات الألبان والخضروات الورقية، لدعم قوة العظام والحد من هشاشتها، كما تساهم البروتينات الصحية في الحفاظ على الكتلة العضلية، ما يعزز الثبات أثناء الحركة.

ولا تقل شرب كميات كافية من المياه أهمية عن الغذاء، إذ يساعد الترطيب الجيد في الحفاظ على ليونة المفاصل وتقليل الشعور بالتيبس، خاصة في ساعات الصباح الأولى.

تعديلات منزلية بسيطة تقي من الحوادث والإصابات

إلى جانب العادات الصحية، يوصي الخبراء بإجراء بعض التعديلات داخل المنزل للحد من مخاطر السقوط، ويشمل ذلك إزالة السجاد غير المثبت، وتحسين الإضاءة في الممرات، وتركيب مقابض دعم في الحمامات والسلالم، كما يفضل ارتداء أحذية مريحة ذات نعل مانع للانزلاق، حتى داخل المنزل، لتوفير ثبات إضافي أثناء المشي.

كما ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية للنظر والسمع، حيث إن ضعف الرؤية أو السمع قد يزيد من احتمالات التعثر أو فقدان التوازن دون أن يلاحظ الشخص ذلك.

وفي هذا السياق، يؤكد المختصون أن الالتزام بهذه العادات اليومية لا يساهم فقط في تقليل خطر السقوط ومشكلات المفاصل، بل يعزز أيضا الشعور بالأمان والثقة لدى كبار السن، ويدعم قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية باستقلالية وراحة أكبر.