قال د. أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمؤسسة الأهرام، إن الخطة المقترحة لإعادة هيكلة الجيش الأمريكي يجب النظر إليها في إطار عام يرتبط بتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع بنية القوة داخل المؤسسة العسكرية.
وأضاف "أحمد" خلال حواره لقناة "القاهرة الإخبارية" أن ملامح هذا التوجه ظهرت مبكرًا مع طرح فكرة تغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، ثم الزيادة الضخمة في الميزانية العسكرية التي اقتربت من تريليون دولار.
وأشار الخبير إلى أن إدارة ترامب ركزت على تطوير أسلحة استراتيجية متقدمة، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ فرط الصوتية، إلى جانب إعادة فتح ملف التجارب النووية، وهو ما اعتبره مؤشرًا إضافيًا على رغبة الإدارة في إعادة صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية.
وأوضح أن الخطة الجديدة تعكس توجهًا لتقليص عدد القيادات العسكرية العليا، حيث يرى ترامب أن عدد الجنرالات والأدميرالات ذوي الأربع نجوم، والبالغ نحو 800 قائد، مبالغ فيه، وأن الإدارة تسعى لخفض هذا العدد بنسبة تصل إلى 25%.
وتابع: "كما تتضمن الخطة إعادة هيكلة القيادات العسكرية المنتشرة حول العالم، إذ يبلغ عددها حاليًا نحو 11 قيادة، وتسعى الإدارة لدمجها أو تقليصها إلى 8 فقط، بما يشمل القيادة المركزية، والقيادة الأوروبية، والقيادة الإفريقية، وقيادة المحيط الهادئ".
وأكد أن العقيدة العسكرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية قامت على مبدأ "الوجود الأمامي"، أي نشر قوات أمريكية في مناطق التوتر حول العالم لمنع انتقال الصراعات إلى الداخل الأمريكي، إلا أن التوجه الجديد يهدف إلى تقليل هذا الوجود لتسريع اتخاذ القرار وتعزيز المرونة العملياتية.
وأشار إلى أن خطة وزير الحرب الأمريكي، بيت هيجسيث، تقوم على كسر الوضع القائم الذي لم يعد بحسب الرؤية الجديدة قادرًا على مواجهة التهديدات المتزايدة عالميًا، كما تستهدف الخطة إعادة توزيع القوة داخل الجيش الأمريكي وترتيب الأولويات بما يتوافق مع الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي أعلنتها الإدارة مؤخرًا، والتي تمنح أولوية أكبر لمنطقة أمريكا اللاتينية.












0 تعليق