يتبع كثير من الناس عادات غذائية يومية يعتقدون أنها صحية، بينما تحمل في طياتها آثارًا عكسية على المدى القريب والبعيد، وتنتشر هذه العادات بدافع الرغبة في تحسين الصحة أو فقدان الوزن، لكنها غالبًا ما تستند إلى معلومات شائعة غير دقيقة.
وتكمن الخطورة في أن الخطأ الغذائي حين يُمارس بنية حسنة، يستمر لفترة أطول دون مراجعة، فيما تحذر تقارير التغذية الحديثة من الانسياق وراء المفاهيم الشائعة دون سند علمي، وفقًا لما نشره موقع Harvard Health Publishing المتخصص في التوعية الصحية.
عادات غذائية خاطئة يتبعها الكثيرون
يستبدل البعض الوجبات الرئيسية بالسلطات فقط اعتقادًا بأنها الخيار الصحي الأمثل، ويؤدي هذا السلوك إلى نقص في البروتينات والعناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، ويضعف الاعتماد المفرط على الخضروات وحدها الكتلة العضلية ويقلل من الطاقة اليومية، فيما يؤكد خبراء التغذية أن التوازن، لا الحرمان، هو الأساس في أي نظام غذائي صحي.
كما يقبل كثيرون على المنتجات المكتوب عليها “لايت” أو “قليلة الدسم” دون تدقيق، ويعوض المصنعون غالبًا تقليل الدهون بزيادة السكر أو المواد الحافظة لتحسين الطعم، ويرفع هذا التعويض الخفي السعرات الحرارية ويؤثر سلبًا على مستوى السكر في الدم، ويكشف هذا السلوك أن قراءة الملصق الغذائي أهم من الاكتفاء بالشعارات التسويقية.
فيما يكثر الاعتماد على العصائر الطبيعية كبديل عن الفاكهة الكاملة، حيث يفقد العصير جزءًا كبيرًا من الألياف أثناء العصر، رغم احتفاظه بالسكر الطبيعي، فيرفع ذلك من سرعة امتصاص السكر ويزيد الإحساس بالجوع لاحقًا، كما يفضل تناول الفاكهة كاملة لضمان الاستفادة الغذائية الكاملة.
ويهمل البعض وجبة الإفطار بحجة الصيام المتقطع دون تنظيم علمي، فيؤدي هذا الإهمال العشوائي إلى اضطراب مستوى الطاقة والتركيز، خاصة لدى من يبذلون مجهودًا ذهنيًا أو بدنيًا، ويفشل الجسم في التكيف الصحي إذا غاب التخطيط الغذائي السليم، كما ينبه المختصون إلى أن الصيام المتقطع ليس مناسبًا للجميع.
ويستخدم كثيرون الزيوت النباتية بكثرة ظنًا أنها صحية بلا حدود، كما يتحول الإفراط في استخدامها إلى عبء على الجهاز الهضمي والقلب، ويعتمد الأثر الصحي للزيوت على نوعها وكمية استخدامها لا على تصنيفها العام، وهنا تظهر هنا أهمية الاعتدال بدل الاستبدال المطلق، وتؤكد هذه العادات أن النية الجيدة وحدها لا تكفي لصحة أفضل، فيتطلب الغذاء الصحي وعيًا ومعلومة دقيقة لا اجتهادًا فرديًا، ويبدأ التغيير الحقيقي بمراجعة ما نظنه صحيحًا.













0 تعليق