أعلنت بولندا توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لزيارة العاصمة وارسو، من أجل إجراء محادثات تتناول ملفات الأمن والاقتصاد والتاريخ، في خطوة تعكس اهتمام بولندا بإعادة تنظيم العلاقة السياسية مع أوكرانيا خلال المرحلة الحالية. وتأتي هذه الدعوة في ظل توترات إقليمية متصاعدة تجعل قضايا الأمن والاقتصاد في صدارة الاهتمام الأوروبي.
وقال الناطق باسم الرئاسة البولندية، رافال ليشكييفيتش، إن سلطات بولندا اقترحت عقد اجتماع رسمي بين الرئيس البولندي كارول نافروتسكي والرئيس الأوكراني زيلينسكي في وارسو يوم 19 ديسمبر، مشيرا إلى أن الترتيبات الخاصة بالزيارة لا تزال قيد التنسيق. وأكد أن بولندا ترى في هذا اللقاء فرصة مهمة لمناقشة قضايا الأمن المشترك بين البلدين.
وأوضح ليشكييفيتش أن المحادثات المرتقبة بين بولندا وزيلينسكي ستركز بشكل أساسي على ثلاثة محاور رئيسية، هي الأمن والاقتصاد والتاريخ. وأضاف أن ملف الأمن يحظى بأهمية خاصة لدى بولندا، في ظل ما تعتبره وارسو تهديدات متزايدة على حدود أوروبا الشرقية، مؤكدة أن الأمن الإقليمي لا يمكن فصله عن تطورات الوضع في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بملف الاقتصاد، ترى بولندا أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع أوكرانيا يمثل عاملا أساسيا لدعم الاستقرار، حيث سيتم بحث فرص تنشيط الاقتصاد، والتعاون في مجالات التجارة والطاقة وإعادة الإعمار. ويُنظر إلى الاقتصاد كأداة داعمة للأمن، إذ تعتقد بولندا أن استقرار الاقتصاد الأوكراني ينعكس بشكل مباشر على الأمن الأوروبي.
أما ملف التاريخ، فيبقى من أكثر القضايا حساسية بين بولندا وأوكرانيا، حيث تسعى وارسو إلى فتح حوار صريح مع زيلينسكي حول الملفات التاريخية العالقة. وتؤكد بولندا أن معالجة قضايا التاريخ بشكل متوازن يمكن أن تسهم في تحسين العلاقات الثنائية وبناء الثقة بين الطرفين.
ويأتي هذا التطور بعد أن سبق لزيلينسكي أن وجه دعوة إلى الرئيس البولندي كارول نافروتسكي لزيارة كييف، إلا أن الأخير رفض الدعوة، ولم يسبق له زيارة أوكرانيا، على عكس سلفه أندريه دودا. وقد أثار هذا الرفض نقاشا سياسيا داخل بولندا حول طبيعة العلاقة مع زيلينسكي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن زيلينسكي "لم يكن ليفقد التاج من على رأسه" لو طلب الاجتماع مع الرئيس البولندي، في إشارة إلى توتر في أسلوب التواصل بين الطرفين. كما صرح نافروتسكي بأن بولندا تتوقع من أوكرانيا الشكر والامتنان والعرفان بالجميل على المساعدات العسكرية، ما يضيف بعدا سياسيا وتاريخيا جديدا إلى العلاقات بين بولندا وزيلينسكي.











0 تعليق