أذكار المساء الصحيحة لها من فضل عظيم في حفظ النفس، ومغفرة الذنوب، وبعث السكينة في القلوب، امتثالًا لقول الله تعالى:﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾، وتلك الأذكار من أعظم ما يختم به المسلم يومه، إذ تُورث الطمأنينة التي أشار إليها القرآن الكريم بقوله:﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، فهي ليست مجرد كلمات تُقال، بل عبادة عظيمة تقوّي الصلة بالله وتحصّن العبد من الشرور.

أذكار المساء الواردة عن النبي ﷺ

ثبت في السنة النبوية عدد من الأذكار التي كان النبي ﷺ يحافظ عليها عند المساء، ومن أبرزها:

1-«أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ…»مرة واحدة— رواه مسلم.

2- سيد الاستغفار«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ…»مرة واحدة— رواه البخاري، ومن قاله موقنًا به فمات من ليلته دخل الجنة.

3-«رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ نَبِيًّا»ثلاث مرات— رواه أبو داود والترمذي.

4-«اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيْتُ أُشْهِدُكَ…»أربع مرات— رواه أبو داود.

5-«اللَّهُمَّ مَا أَمْسَى بِي مِنْ نِعْمَةٍ…»مرة واحدة— رواه أبو داود.

6-«حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ…»سبع مرات— رواه أبو داود.

7-«بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ…» ثلاث مرات— رواه أبو داود والترمذي.

أذكار المساء لحفظ النفس والسكينة

أكد العلماء أن التحصين المشروع يكون بالأذكار الثابتة، ومن أعظمها:

• قراءة آية الكرسي مرة واحدة.
• قراءة سورة الإخلاص، والفلق، والناس ثلاث مرات.
• «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ…»— حديث حسن.

وقت أذكار المساء

اختلف الفقهاء في تحديد وقتها، وخلص جمهور العلماء إلى ما يلي:

يبدأ وقت أذكار المساء: من بعد صلاة العصر.

ويمتد: إلى غروب الشمس، ويجوز قضاؤها إلى ثلث الليل عند الفوات.

واستدل العلماء بقوله تعالى:
﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾،
حيث فسّروا العشي بأنه من العصر إلى المغرب.

أذكار المساء حصن المسلم

أجمع أهل العلم على أن المحافظة على أذكار المساء:

سبب لحفظ العبد من الشيطان.

طمأنينة للقلب.

وقاية من الشرور والأذى بإذن الله.

وقد قال ابن القيم رحمه الله:
"للأذكار تأثير عجيب في دفع الشر وجلب الخير، لا يعرفه إلا من جرّبه".