نظم مجمع إعلام القاهرة ندوة تعليمية بمدرسة أنصاف سري الثانوية بنات لتسليط الضوء على الأزمة السكانية وأبعادها الاجتماعية والسلوكية، وسط مشاركة خبراء متخصصين في علم السكان والتنمية.
حيث عقد مجمع إعلام القاهرة ندوة موسعة حول المشكلة السكانية بمدرسة أنصاف سري الثانوية بنات، بهدف توعية الطلاب بمخاطر الزيادة السكانية وأثر العادات والتقاليد الاجتماعية على التنمية المستدامة.
رعى الفعالية الكاتب الصحفي الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبتوجيهات الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وتحت إشراف محمد أبو الحسن مدير عام إعلام القاهرة، فيما أعد اللقاء ونفذته هبة أبو سيف إعلامية بالإدارة العامة لإعلام القاهرة.
شارك في الندوة أمجد محمد سعيد موجه تربية اجتماعية بإدارة الزيتون التعليمية، وقدم المحاضرات هبة الله عبد العزيز مدرس علم الاجتماع والسكان ومحاضر التنمية المستدامة، موضحين دور المشكلة السكانية في الضغط على الموارد والخدمات العامة.
كشف فجوة السكان والموارد
أوضح المحاضرون أن المشكلة السكانية تنشأ من زيادة الأعداد بمعدلات تفوق قدرة الموارد المتاحة، مما يؤدي إلى ضغط متزايد على الخدمات العامة مثل التعليم والصحة وتقليص فرص العمل لكلا الجنسين.
استعرضت الندوة الموروثات الاجتماعية الخاطئة التي تغذي الأزمة، مشيرة إلى انتشار الزواج المبكر وتفضيل الذكور والاعتقاد بأن "الأولاد عزوة"، إضافة إلى ظاهرة الإنجاب المتكرر.
وأكدت الندوة أن الضغوط السكانية تتفاقم نتيجة تدفقات اللاجئين وتأثيراتها على الخدمات الأساسية، فضلا عن المشكلات البيئية المصاحبة مثل الفقر المائي وتغير المناخ، مشددة على ضرورة مواجهة هذه التحديات ضمن استراتيجية وطنية شاملة.
تعزيز الاستراتيجية الوطنية للسكان
ركزت الندوة على الاستراتيجية الوطنية للسكان التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين عدد السكان والموارد، من خلال تدعيم برامج الصحة الإنجابية والاستثمار في الثروة البشرية ومحاربة الأمية، ودمج القضية السكانية ضمن المناهج الدراسية لضمان وعي مستدام لدى الأجيال القادمة.
كما شددت المحاضرة هبة الله عبد العزيز على دور الشباب في قيادة التغيير عبر التخطيط الجيد للمستقبل، واختيار الشريك المناسب، وعدم التسرع في الزواج، واعتماد مفهوم "الأسرة الصغيرة" كخيار حضاري للحفاظ على الموارد وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
توصيات الندوة وخطوات عملية
اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية تكاتف المجتمع لتغيير العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة، واستبدالها بثقافة الوعي والمسؤولية لضمان حياة أفضل لجميع المواطنين. وشددت على أن مواجهة المشكلة السكانية تبدأ من السلوكيات الفردية والتربية الأسرية، وتستمر بالسياسات الحكومية الداعمة للتنمية المستدامة.
وسجلت الندوة مشاركة فعالة من جميع الحضور في النقاشات، ما ساهم في إبراز أهمية دمج التعليم الإعلامي والتثقيف الاجتماعي لمواجهة التحديات السكانية، مؤكدة أن التغيير يحتاج إلى جهد جماعي بين الدولة والمجتمع والشباب لتحقيق توازن سكاني مستدام.























0 تعليق