في مواجهة "الإنسان المعولم".. مصر وعمان ترفعان شأن العربية في عقر دار الحضارة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احتضن المتحف القومي للحضارة المصرية، تحت رعاية سفارة سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية، احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين والمثقفين.

جاءت الفعالية تحت شعار "إرث يتجدد بخط يتألق"، لتؤكد على الدور المركزي للغة العربية كلسان حي لحفظ الهوية وناقل للمعارف وصانع للحضارات. وسلط السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية،  سلط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية للغة في معركة الحفاظ على الهوية.

اللغة كائن حي في الوجدان العُماني والعربي

افتتح سعادة السفير الرحبي كلمته بالتأكيد على اعتزاز سلطنة عمان، بلد الخليل بن أحمد الفراهيدي، بلغتها، مشيرًا إلى أن العربية في تاريخ العمانيين ووجدانهم كائن حي، وتراث مقدر، وتاريخ لم ينقطع تواصله، لافتًا إلى امتداد آثارها اللغوية حتى شرق إفريقيا حيث وصلت أقدام العمانيين.

وحذر سعادته من مخاطر المشروع "العولمي" الذي يسعى لخلق "الإنسان المعولم" الذي ينسى تاريخه ولغته، مؤكدًا أن المدافعين عن الهوية الحضارية لأمتنا على صواب. ودعا إلى بذل الجهد في كافة المؤسسات التعليمية والخطاب الثقافي ووسائط الإعلام لصون اللغة ونقلها للأجيال مع قدرتها على إنتاج العلم وإبداع الأدب الراقي.

وردًّا على تساؤلات تشكك في جدوى التمسك بالعربية في عصر العلم والتقنية، استشهد السفير  بأطروحة "صامويل هنتنجتون" التي تؤكد أن الثقافة والهويات أصبحت محور الصراعات في عالم ما بعد الحرب الباردة، مؤكدًا أن اللغة هي حاملة تراث المجتمعات وحضاراتها وتاريخها وأساس بناء مستقبلها.

من جانبه، رحب الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، بالحضور في هذا "الصرح الثقافي والحضاري"، مؤكدًا أن احتضان المتحف لهذه الفعالية يأتي تأكيدًا على الدور المحوري للغة العربية كأحد أهم روافد الهوية والثقافة الإنسانية.

وأوضح الدكتور عباس أن المتحف يضم بين جنباته مقتنيات أثرية تزخر بالنقوش والكتابات والخطوط العربية التي وثقت مسيرة الحضارة المصرية، لا سيما في العصر الإسلامي، مما يجعل اللغة العربية جزءًا أصيلًا من مكونات الحضارة المصرية الممتدة. وأشار إلى تنظيم أنشطة وبرامج متنوعة على هامش الاحتفال لإبراز جماليات اللغة وفنونها.

جسد الاحتفال، من خلال الكلمتين والحضور الكريم، رسالة مشتركة تؤكد أن الاحتفاء باللغة العربية هو احتفاء بالهوية والذاكرة الجمعية. وأكدت الفعالية على أن حماية اللغة ونقل تراثها هو مسؤولية جماعية، وأن مستقبل الأمة مرهون بقدرتها على التمسك بلغتها كأداة للتواصل الحضاري وبناء الذات في مواجهة تيارات التذويب الثقافي. وقد مثل اختيار متحف الحضارة مقرًا للاحتفال إعلانًا صريحًا عن العلاقة الوثيقة بين اللغة والأصالة، وبين الكلمة والحضارة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق