نجحت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الشرقية في إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، بعد تعرضها لتسمم حاد نتيجة ابتلاع قرص يحتوي على مادة فوسفيد الألومنيوم، المعروفة إعلاميًا باسم «قرص الغلة»، وذلك داخل مستشفى بلبيس المركزي، في واحدة من أخطر حالات الطوارئ الطبية التي تشهد معدلات وفاة مرتفعة للغاية.
وقال الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، إن الفريق الطبي بقسم العناية المركزة للأطفال بمستشفى بلبيس المركزي تمكن من التعامل مع الحالة باحترافية عالية، رغم خطورة المادة السامة وتأثيرها السريع والمدمر على أجهزة الجسم الحيوية، مؤكدًا أن الطفلة وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من اضطراب في درجة الوعي وترجيع مستمر، في حالة صحية حرجة استدعت تدخلاً عاجلًا ومنظمًا.
وأوضح الدكتور أنور شاهين مدير عام مستشفى بلبيس المركزي، أن الحالة جرى استقبالها عن طريق سيارة الإسعاف برفقة ذويها، وعلى الفور تم اتخاذ جميع الإجراءات الطبية اللازمة، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية العاجلة، واستدعاء فريق العناية المركزة للأطفال بقيادة استشاريي القسم، مع تنفيذ بروتوكول علاجي دقيق خاص بحالات التسمم بفوسفيد الألومنيوم، وهو ما ساهم في السيطرة على المضاعفات وإنقاذ حياة الطفلة.
وأضاف أن التعامل السريع مع الحالة، ودقة التشخيص، والالتزام الكامل بالبروتوكولات العلاجية المعتمدة، إلى جانب العمل بروح الفريق الواحد بين الأطباء وهيئة التمريض، كان له الدور الحاسم في استقرار الحالة الصحية للطفلة وتحسنها التدريجي، حتى تجاوزت مرحلة الخطر، ولا تزال تخضع للمتابعة الطبية داخل المستشفى للاطمئنان الكامل على حالتها.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن حالات التسمم بقرص الغلة تُعد من أخطر حالات الطوارئ الطبية، نظرًا لعدم وجود ترياق مباشر للمادة السامة، واعتماد العلاج بشكل أساسي على سرعة التدخل ودقة الإجراءات الداعمة، مؤكدًا أن نجاح إنقاذ هذه الحالة يعكس كفاءة الأطقم الطبية بمستشفيات الشرقية، وحرصها الدائم على الحفاظ على حياة المرضى، خاصة الأطفال.
وأكد وكيل وزارة الصحة أن هذا النجاح يأتي في إطار توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، بشأن رفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، والتعامل الفوري مع الحالات الحرجة والطوارئ، وتقديم الرعاية الطبية الآمنة داخل المستشفيات الحكومية.
وشدد على أهمية رفع الوعي المجتمعي بمخاطر تداول واستخدام المواد السامة، وعلى رأسها أقراص الغلة، لما تمثله من تهديد مباشر لحياة المواطنين، داعيًا إلى سرعة التوجه لأقرب مستشفى فور الاشتباه في أي حالة تسمم، وعدم الاعتماد على أي محاولات علاجية منزلية قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
من جانبه، أوضح محمود عبدالفتاح، مدير الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الشئون الصحية بالشرقية، أن الفريق الطبي بمستشفى بلبيس المركزي أجرى جميع الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة لتقييم الحالة بدقة منذ اللحظات الأولى لوصول الطفلة، مع توفير الرعاية الطبية المتكاملة داخل العناية المركزة للأطفال، حتى استقرت حالتها الصحية بشكل ملحوظ.
ووجه وكيل وزارة الصحة الشكر لجميع القيادات الصحية بالمديرية، وإدارة مستشفى بلبيس المركزي، والأطباء وهيئة التمريض، وكافة المشاركين في هذا الجهد الطبي الإنساني، مؤكدًا استمرار العمل على دعم المستشفيات، ورفع كفاءة الفرق الطبية، لضمان تقديم أفضل خدمة صحية لأبناء محافظة الشرقية.

















0 تعليق