إثر ملابسات وفاة الطالب أدهم عاطف بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا ببنى سويف، ومطالبات بالتحقيق فى شبهة إهمال دفع الطالب حياته ثمنًا لها، قامت وزارة التربية والتعليم بنشر بيان رسمي توضح تلك الملابسات، وقبل أن نتناول ما جاء فى البيان، نتقدم أولًا بخالص الشكر إلى محافظ بنى سويف الذى أحال الواقعة إلى النيابة العامة فى انتظار ما تسفر عنه التحقيقات.
حدثت الوفاة مساء الثلاثاء، ونشرت الوزارة بيانها الأربعاء 10 ديسمبر فى الثامنة والثلث مساءً، خلال تلك الفترة أجرت الوزارة تحقيقًا موسعًا ثم أصدرت لنا هذا البيان حرصًا منها على كشف جميع التفاصيل، وردًا على ما تم تداوله من معلومات غير صحيحة،.. نفهم هنا أن هناك معلومات خاطئة تم تداولها تتعلق بحالة الوفاة رغم أن البيان لم يشر بكلمة واحدة عن ماهية تلك المعلومات الخاطئة، واكتفت الوزارة بنشر ما توصلت إليه، دون أن نعرف مع من قامت بإجراء هذا التحقيق الموسع!، وهل شمل شهود عيان داخل المدرسة مثل الطلاب أم اكتفت بإدارة المدرسة فقط؟!.. المهم أنه تم إجراء تحقيقًا موسعًا.
أوضحت الوزارة فى بيانها أنه بتاريخ السبت 6/12/2025، تواصل والد الطالب مع الأخصائى الاجتماعى بالمدرسة عبر«واتس آب» وأرسل صورة الطالب وهو على فراش المرض، وعلى الفور، أكد الإخصائى ضرورة بقاء الطالب فى المنزل حتى تمام شفائه، على أن يزوّد المدرسة بتقرير وشهادة مرضية، مع التأكيد بأن الامتحان ستتم إعادته للطالب لاحقًا حفاظًا على صحته.. أعتقد هنا أن اللجنة التى قامت بالتحقيق أخذت تلك المعلومة من الأخصائى الاجتماعى واطلعت بدورها على الرسائل المتبادلة بينه وبين والد الطالب، هنا بدأ البيان بتهيئة الأجواء لإخلاء مسؤولية المدرسة فى الواقعة ونفى شبهة الإهمال عنها، طالما ان الرد جاء على الفور!، مع التأكيد بأن الامتحان ستتم إعادته حفاظًا على صحة الطالب.
انتقل بيان الوزارة إلى صباح الأحد 7/12/2025، وقال إن إدارة المدرسة فوجئت بحضور الطالب بصحبة والده الذى أفاد بتحسن حالته، رغم علامات الإعياء الواضحة، فقامت إدارة المدرسة والإخصائى الاجتماعى بإبلاغ ولى الأمر بعدم إمكانية بقاء الطالب داخل المدرسة، حرصًا على سلامته وسلامة زملائه، إلاَّ أن ولى الأمر أصر على ترك نجله بالمدرسة معللًا عدم قدرته على اصطحابه مرة أخرى للمنزل، ثم انصرف،.. هنا تأتى الخطوة الثانية بإلقاء المسئولية على الأب المكلوم الذى فقد ولده،.. لاحظ صياغة تلك الجملة « إلًاّ أن ولى الأمر أصرًّ على ترك نجله بالمدرسة.. ثم انصرف».. لإمعان إلقاء المسئولية على ولى الأمر.
وبعد تنبيهات الإخصائى الاجتماعى، ظهر دور الطبيبة فى البيان التى لاحظت حالة الإعياء الواضحة على الطالب، وأوصت بضرورة إجراء كشف خارجى، وقد تم التواصل مع ولى الأمر مرات متتالية لضرورة حضوره، إلاَّ أن الظروف حالت دون وصوله، وبناءً عليه، قام الإشراف الطبى بعزل الطالب فى غرفة العزل وصرف العلاج المبدئى وفق الإجراءات المتاحة،.. هذا البند وحده فى هذا البيان رغم إمعانه فى إظهار ولى الأمر بأنه المسئول عن تدهور حالة نجله الصحية، إلا أنه فى الوقت ذاته يكشف عن جريمة إنسانية فى حق الطالب من قِبل المدرسة التى أوصت بضرورة نقله لإجراء كشف خارجى ولم تفعل عندما تعذر وصول الأب، فهل يمكن أن توضح الوزارة ما هى الإجراءات التى منعت الكشف الخارجى لمثل هذه الحالة المرضية؟!
انتقل البيان إلى صباح الاثنين 8 /12/ 2025، وقال إن حالة الطالب ساءت، ما استدعى قيام المدرسة بنقله فورًا إلى مستشفى بنى سويف العام حفاظًا على سلامته، وإبلاغ ولى الأمر بكل ما تم من إجراءات، وهنا يجب أن نسجد لله شكرًا فقد قامت المدرسة بنقله فورًا !.. بعد أن ساءت حالته !.. فهل يمكن أن يخبرنا أحد ما مدى هذا السوء الذى استدعى نقله فورًا؟!، وماذا نفهم من بداية البيان الذى أشار إلى حالة الإعياء الشديد للطالب منذ وصوله ! وبعد حضور ولى الأمر كما جاء فى البيان، أصرًّ على نقل نجله إلى التأمين الصحى على مسئوليته الكاملة، ووقع على إقرار رسمى بذلك.. ماذا تعنى تلك الجُمل؟!
الخلاصة: أن بيان الوزارة أراد أن يدفع عن المدرسة شبهة الإهمال وأن يُخلى مسئوليتها عن الواقعة، ويبرئها من المعلومات التى وصفها بأنها غير صحيحة وتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعى، ولم يكتف بذلك بل قام بقصد أو بدون قصد، بتحميل ولى الأمر المسئولية الكاملة عن تدهور حالة نجله الصحية وكانت سببًا فى وفاته، دون مراعاة الظروف النفسية لأسرة الفقيد وحالة الحزن التى تعيشها الآن.
أخيرًا: اختتمت الوزارة بيانها بخالص التعازى لأسرة الطالب.. ونحن نرد عليها: سعيكم مشكور يا وزارة!

[email protected]