محمد عبدالواحد.. رحيل هادى وسيرة عطرة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيشى يا بلدى

الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 07:32 م 12/15/2025 7:32:56 PM

خمسة أيام مرت على رحيل الأخ والصديق وعشرة العمر محمد عبدالواحد الذى وافته المنية عقب إجراء عملية قلب مفتوح بمعهد ناصر ولم أتمكن أنا وكثيرون غيرى ممن غمرهم بمجاملاته فى السراء والضراء من وداعه أو المشاركة فى جنازته، أو حتى فى واجب العزاء وهو الذى لم يتأخر على مدى أربعين عامًا من مشاركة جميع الزملاء أفراحهم وأحزانهم.
محمد عبدالواحد لم يكن مجرد اسم فى بلاط صاحبة الجلالة، بل كان روحًا حاضرة، وقلبًا مفتوحًا يتسع للجميع، وأخًا حقيقيًا قبل أن يكون صديقًا أو زميل مهنة.
عرفته منذ حوالى ٣٥ عامًا عندما بدأ مشواره سكرتيرًا للتحرير بجريدة الوفد وكان أهم ما يميزه سماحة الوجه، وطيبة القلب ونقاء السريرة وحبه للجميع، وحتى بعد أن انتقل للعمل بجريدة اخبار اليوم لم ينقطع يومًا عن زملاء الوفد، وكنا جميعًا ننتظر منه رسائل التهنئة بالاعياد، واتصاله من آن لآخر للاطمئنان على أحوالنا.
فقد كان أخى محمد عبدالواحد بحق صانعًا للبهجة ونموذجًا يحتذى فى دماثة ونبل الأخلاق، ومثالًا نادرًا للمجاملة والوفاء، حاضرًا فى أفراح زملائه وأحزانهم، أنا شخصيًا أتذكر جيدًا أنه كان أول الحضور يوم فرحى قبل حوالى ٢٧ عامًا وظل طوال الليلة يرحب بالزملاء وينتقل من مكان إلى آخر ليحيط الجميع بمحبته وخفة ظله وكرم أخلاقه، وفى العزاء والمواساة لم يتأخر يومًا عن أحد ولم يكتف برسالة أو اتصال، بل بالحضور والمواساة والوقوف إلى جوار الجميع دون تفرقة فكان يعتبر المشاركة فى العزاء واجبًا إنسانيًا لا يحتمل التأجيل.
ورغم أن طبيعة عمله سكرتيرًا للتحرير بعيدة بعض الشىء عن الكتابة إلا أنه صنع لنفسه مساحة من التميز والإبداع ككاتب مقالات فكان قلمه رشيقًا شريفًا، وأسلوبه عميقًا فلم يحمل قلمه يومًا إلا دفاعًا عن حق، أو نصرة لقضية، أو بحثًا عن حقيقة، ولم يكن يسعى لبريق زائف أو مجد شخصى، بل كان همه دائمًا أن يؤدى رسالته بأمانة وشرف.
برحيل محمد عبدالواحد الهادئ فقدت الصحافة قلمًا نزيها، وفقدنا أخًا عزيزًا وإنسانًا خلوقًا نادرًا، من أولئك الذين يمرون فى الحياة كالطيف، وسيظل اسمه حاضرًا فى القلوب، وستبقى سيرته العطرة الطيبة عزاءً لكل من أحبه وعرفه عن قرب.
رحم الله محمد عبدالواحد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من كلمات صادقة، وأعمال مخلصة فى ميزان حسناته، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق