بيل جيتس يغير خريطة عطائه الخيري ويمنح المليارات لمؤسسة زوجته السابقة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تحول لافت داخل عالم العمل الخيري العالمي، كشفت إفصاحات ضريبية حديثة أن الملياردير الأمريكي بيل جيتس أعاد ترتيب أولوياته في التبرعات خلال العام الماضي، موجّهًا الجزء الأكبر من عطائه إلى مؤسسة تديرها زوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس، بينما حصلت مؤسسته الشهيرة على نصيب أقل بكثير مقارنة بالسنوات السابقة.

وبحسب البيانات، فإن بيل غيتس قدّم ما يقرب من 7.9 مليار دولار خلال عام 2024 إلى مؤسسة “بيفوتال فيلانثروبيز” التي أسستها ميليندا فرينش جيتس، مقابل نحو 104 ملايين دولار فقط ذهبت إلى الكيان الذي يمول مؤسسة بيل وميليندا جيتس، إضافة إلى مبلغ محدود دُفع مباشرة إلى المؤسسة نفسها. هذه الأرقام تمثل تراجعًا واضحًا إذا ما قورنت بتبرعات جيتس الضخمة في أعوام سابقة، خاصة في عام 2022 عندما قدّم أكثر من 20 مليار دولار في واحدة من أكبر الهبات الخيرية في التاريخ الحديث.

اللافت في الأمر أن هذا التحول يأتي بعد نحو عام ونصف من انسحاب ميليندا فرينش جيتس رسميًا من مؤسسة جيتس، التي شاركت في تأسيسها عام 2000، لتتفرغ بشكل كامل لإدارة “بيفوتال فيلانثروبيز”، وهي مؤسسة تركز بشكل أساسي على قضايا تمكين النساء ودعم الأسر، إضافة إلى ملفات الصحة والحقوق الإنجابية حول العالم.

وتشير الإفصاحات إلى أن ميليندا نفسها كانت قد قدمت في يناير 2024 تبرعًا ضخمًا بلغ 502 مليون دولار لمؤسسة جيتس، قبل أشهر قليلة من مغادرتها النهائية، في خطوة اعتُبرت بمثابة آخر مساهمة كبيرة لها داخل المؤسسة التي ارتبط اسمها بها لأكثر من عقدين. في المقابل، فضّل بيل جيتس توجيه ملياراته لاحقًا إلى كيان زوجته السابقة، في إطار اتفاق مالي بين الطرفين عقب الانفصال.

وكان بيل وميليندا قد أعلنا طلاقهما في عام 2021 بعد 27 عامًا من الزواج، وهو انفصال لم يقتصر تأثيره على حياتهما الشخصية فقط، بل امتد ليشمل واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم. ووفق ما أوضحته مصادر قريبة من الملف، فإن تبرع جيتس لمؤسسة “بيفوتال” يمثل الدفعة الأولى من تعهّد إجمالي بقيمة 12.5 مليار دولار، التزم بتقديمه لدعم مشاريع ميليندا في مجال خدمة النساء والعائلات.

من جهتها، أصبحت ميليندا فرينش جيتس خلال السنوات الأخيرة واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم العمل الخيري المستقل، حيث تشير تقديرات إلى أنها تبرعت بنحو 3.6 مليار دولار منذ الطلاق، مع تركيز واضح على المبادرات ذات الطابع الاجتماعي والإنساني. وتُقدّر ثروتها الحالية بنحو 29.3 مليار دولار، ما يمنحها مساحة واسعة للتحرك بشكل مستقل عن مؤسسة جيتس الأم.

أما بيل غيتس، الذي تُقدّر ثروته الصافية بأكثر من 100 مليار دولار، فقد أعلن في وقت سابق عزمه التبرع بمعظم ثروته قبل نهاية عام 2045، وهو العام الذي من المقرر أن تُغلق فيه مؤسسة جيتس أبوابها بشكل نهائي. هذا الالتزام يعني، وفق مراقبين، أن السنوات المقبلة قد تشهد تصاعدًا كبيرًا في حجم التبرعات، سواء لمؤسسته أو لجهات أخرى، مقارنة بما جرى خلال 2024.

ويرى خبراء في العمل الخيري أن ما يحدث يعكس نموذجًا جديدًا في إدارة الثروات الضخمة بعد الطلاق، حيث لم يعد العطاء الخيري محصورًا في كيان واحد، بل بات يتوزع وفق رؤى وأجندات مختلفة، حتى وإن جمعها تاريخ مشترك. كما يشيرون إلى أن تركيز ميليندا على قضايا النساء يمنح العمل الخيري بعدًا أكثر تخصصًا، في مقابل النهج الأوسع الذي اشتهرت به مؤسسة غيتس على مدار سنوات.

في المحصلة، لا يبدو أن تراجع تبرعات بيل جيتس لمؤسسته خلال عام واحد يعكس تراجعًا في التزامه بالعمل الخيري بقدر ما يكشف عن إعادة توزيع مدروسة للأموال، تتماشى مع مرحلة جديدة في حياته الشخصية، ومع خريطة متغيرة للعمل الخيري العالمي، تلعب فيها المؤسسات المستقلة أدوارًا متنامية ومؤثرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق