لم يعد سباق زايد الخيري مجرد حدث رياضي سنوي يجمع آلاف المشاركين، بل تحوّل على مدار نسخه المتتالية إلى منصة تنموية متكاملة تستهدف دعم قطاعات حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وفي مقدمتها الصحة والأمن الغذائي والمائي، وهو ما يتجلى بوضوح في النسخة العاشرة التي تحتضنها مصر.
وتُخصّص عوائد السباق هذا العام لدعم مراكز غسيل الكلى الحكومية، في خطوة تعكس التركيز على تخفيف الأعباء عن المرضى وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا، في ظل ارتفاع تكلفة العلاج واستمرار الحاجة إلى دعم هذا القطاع الحيوي.
ولا يتوقف الأثر التنموي للسباق عند القطاع الصحي، إذ يمتد ليشمل دعم بنك الطعام المصري لصالح مشروع “ريان مصر”، وهو مشروع تنموي يستهدف توفير حلول مستدامة لمشكلات المياه والغذاء، من خلال حفر الآبار، وإنشاء مزارع سمكية، وتوفير مصادر دائمة للري والإنتاج الغذائي، بما ينعكس إيجابًا على المجتمعات المحلية في المناطق الأكثر احتياجًا.
ويعكس هذا التوجه فلسفة سباق زايد الخيري القائمة على ربط العمل الخيري بالتنمية المستدامة، وعدم الاكتفاء بالمساعدات المؤقتة، بل السعي إلى خلق مشروعات ذات أثر طويل المدى، تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاعتماد على الذات.
ويؤكد منظمو السباق أن اختيار مجالات الدعم يتم وفق دراسات واحتياجات فعلية على أرض الواقع، وبالتنسيق مع الجهات المصرية المختصة، لضمان توجيه الموارد المالية إلى مشروعات تحقق أكبر عائد اجتماعي ممكن.
ويُنظر إلى سباق زايد الخيري باعتباره نموذجًا ناجحًا لكيفية توظيف الرياضة في خدمة قضايا التنمية، حيث تتحول خطوات العدّائين إلى مساهمة حقيقية في دعم الصحة والغذاء والمياه، وتجسيد عملي لقيم التضامن والتكافل الإنساني التي أرسى دعائمها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،.
وبهذه الرؤية، يواصل السباق ترسيخ مكانته كحدث إنساني شامل، يتجاوز حدود المنافسة الرياضية، ليصبح أداة فاعلة في دعم التنمية وتحسين جودة الحياة، مؤكدًا أن الرياضة قادرة على إحداث فرق حقيقي ومستدام في حياة المجتمعات.


















0 تعليق