في خطوة غير تقليدية، بدأ عدد من قيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي الاستعداد مبكرًا لانتخابات الرئاسة 2028، لكن هذه المرة من بوابة مختلفة: المظهر الشخصي والصورة العامة، في انعكاس واضح لتحولات السياسة في عصر التيك توك وثقافة الصورة السريعة.
المظهر قبل البرامج
وسائل إعلام أمريكية، من بينها موقع أكسيوس، كشفت أن مرشحين ديمقراطيين محتملين شرعوا بالفعل في فقدان الوزن، وتحديث أسلوب الملابس، وتغيير تسريحات الشعر، في إطار تحضيرات مبكرة لما يُعرف بمرحلة ما قبل الانتخابات التمهيدية.
ويرى خبراء أن هذه التحركات لم تعد ترفًا، بل ضرورة في زمن الكاميرا الدائمة والبث المباشر، حيث يُحاكم المرشح سياسيًا وبصريًا في آنٍ واحد.
من التلفزيون إلى تيك توك
الاهتمام بالمظهر ليس جديدًا في السياسة الأمريكية، لكنه اكتسب بعدًا أكثر تعقيدًا مع صعود المنصات الرقمية. فبعد أن كان التلفزيون العامل الحاسم، بات المرشح اليوم مطالبًا بأن يبدو جذابًا، طبيعيًا، وقابلًا للانتشار في مقطع لا يتجاوز ثواني.
ويقول جيمس كارفيل، مهندس فوز بيل كلينتون عام 1992:
- المظهر مهم.. الناس لا يعترفون بذلك، لكن تأثيره حقيقي".
اللياقة البدنية.. حملة مبكرة بلا لافتات
التحضيرات الجسدية تصدرت المشهد.
- حاكم إلينوي جي بي بريتزكر فقد وزنًا ملحوظًا هذا العام، مع التزام بروتين مشي يومي يصل إلى خمسة أميال.
- حاكم مينيسوتا تيم والتز كثف تدريباته وشارك في سباق 10 أميال مع ابنته.
- السيناتورة إليسا سلاوتكين خسرت بدورها جزءًا من وزنها خلال الأشهر الأخيرة.
ويرى مراقبون أن اللياقة البدنية لم تعد مسألة صحية فقط، بل رسالة سياسية عن القدرة على تحمّل حملات طويلة وشاقة.
تحديث الخزانة.. السياسة بلا ربطة عنق
على صعيد الأناقة، بدأ حاكم بنسلفانيا جو شابيرو منذ عام 2022 التخلص من بدلات التسعينيات، واستبدال نظاراته القديمة بأخرى عصرية، مع التخلي أحيانًا عن ربطة العنق لمخاطبة جمهور أكثر عفوية.
في المقابل، يحظى أسلوب حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم بإشادة خبراء الموضة، رغم أن أناقته اللافتة قد تُفسَّر من بعض الناخبين على أنها مبالغة أو نُخبوية.
اللحية تدخل المعركة
حتى تفاصيل المظهر الدقيقة باتت محسوبة سياسيًا.
- بيت بوتيجيدج أطلق لحيته لتعزيز صورة أكثر جدية وخشونة.
- السيناتور كريس مورفي بدأ ما يسميه "اللحية الديمقراطية" خلال جولاته في نيوهامشير.
ويرى خبراء أن هذه التغييرات تهدف إلى تحقيق توازن بين الحيوية والاقتراب من المواطن العادي.
أوزيمبيك والسياسة
ارتفاع استخدام أدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبيك وGLP-1 ساعد بعض المرشحين على فقدان الوزن بوتيرة أسرع، إلا أن الاعتماد على الرياضة لا يزال عنصرًا أساسيًا لمواجهة الضغوط البدنية للحملات الانتخابية.
بين الجاذبية والأصالة
ورغم أهمية الصورة، يحذر خبراء من الإفراط في "تجميل السياسة"، إذ يستطيع الناخبون التمييز بين المرشح الحقيقي والمُصطنع. فالمطلوب ليس نجم غلاف مجلة، بل قائد يبدو أنيقًا دون أن يفقد بساطته.
صورة تتحرك لا تتجمد
الرهان على المظهر أعاد إلى الأذهان حملة بيل كلينتون وآل غور عام 1992، حين حرص الإعلام على نشر صور لهما أثناء الجري، في مقابل صورة أكثر جمودًا للرئيس جورج بوش الأب آنذاك.
هكذا، يبدو أن سباق 2028 لم يبدأ بالخُطب ولا البرامج، بل بخسارة الوزن، إطلاق اللحى، وتحديث الخزائن… في زمن أصبحت فيه السياسة تُدار بعدسة الكاميرا قبل صندوق الاقتراع.


















0 تعليق