هل اقتربت ساعة الصفر بين إسرائيل وإيران؟ (1–2)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تبدو «ساعة الحرب المؤجلة» بين إسرائيل وإيران أقرب إلى الانفجار من أى وقت مضى فى ظل تصاعد غير مسبوق فى حدة التصريحات السياسية والعسكرية وتبادل الرسائل المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين، وتشير المؤشرات المتراكمة إلى أن أى جولة مقبلة إن وقعت قد لا تكون كسابقاتها بل ربما تتخذ طابعًا أكثر شمولًا وخطورة.

 

فى هذا السياق كشفت تقارير وتصريحات إسرائيلية وأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يستعد لتقديم إحاطة شاملة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول خيارات شن هجوم جديد يستهدف البرنامج النووى الإيرانى، وذلك خلال لقاء مرتقب فى مقر إقامة ترامب بولاية فلوريدا نهاية الشهر الجارى.

 

وتأتى هذه التحركات فى وقت يتزايد فيه القلق الإسرائيلى من تسارع وتيرة تطوير إيران قدراتها الصاروخية ورفع مستوى تسليحها، وهى خطوات تتعامل معها تل أبيب باعتبارها تهديدًا وجوديًا لا يمكن احتواؤه بالوسائل الدبلوماسية وحدها.

 

ولم يقتصر التصعيد على المستوى السياسى، بل امتد إلى المؤسسة العسكرية، إذ أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى إيال زامير، خلال مراسم رسمية، أن إسرائيل ستهاجم «حيثما يلزم» فى مواجهة أعدائها سواء «على الجبهات القريبة أو البعيدة»، فى إشارة واضحة إلى إيران.

 

واعتبر زامير أن المواجهة مع طهران تندرج ضمن ما وصفه بـ«أطول وأعقد حرب فى تاريخ إسرائيل»، متهمًا النظام الإيرانى بتمويل وتسليح ما سماه «حلقة الضغط» المحيطة بإسرائيل والوقوف خلف مخططات تهدف إلى تقويض أمنها ووجودها.

 

فى المقابل، لم تخف طهران قلقها من احتمالات التصعيد، لكنها شددت فى الوقت ذاته على جاهزيتها، إذ قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، فى مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن بلاده مستعدة للتعامل مع أى هجوم أمريكى محتمل أو حتى مع عملية عسكرية أوسع نطاقًا تستهدف إيران.

 

وأضاف أن طهران «تستبعد وقوع مثل هذا السيناريو لكنها فى الوقت نفسه على أتم الاستعداد له بل وأكثر جاهزية من السابق»، مشددًا على أن هذا الاستعداد «لا يعنى الترحيب بحرب جديدة بل يعكس السعى الجاد لتجنبها»، معتبرًا أن «أفضل وسيلة لمنع الحرب هى الاستعداد لها».

 

وأشار عراقجى إلى أن إيران أعادت بناء جميع المنشآت والبنى التى تضررت خلال ما وصفه بالعدوان السابق، مؤكدًا أن «أى محاولة لتكرار التجربة ذاتها لن تفضى إلى نتائج مختلفة».

 

وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، أوضح أن إسرائيل شنت هجومًا على طهران قبل يومين من انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات، واصفًا ذلك الهجوم بأنه «غير قانونى»، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة انضمت لاحقًا إلى تلك العمليات.

 

وكشف أيضًا عراقجى أنه واصل عقب الحرب التى استمرت اثنى عشر يومًا التواصل مع ستيف ويتكوف وتبادل وجهات النظر معه، موضحًا أن الجانب الأمريكى «كان يضغط باتجاه استئناف المفاوضات» إلا أنه رأى أن «هذا الإصرار جاء مقرونًا بنهج خاطئ تمامًا».

 

وفى خضم الأخبار المتداولة، أشارت بعض التقارير والمزاعم الإعلامية إلى قيام إيران بدراسات أو أبحاث تتعلق بتطوير أسلحة نووية «متقدمة»، وفى هذا الإطار نقلت صحيفة عبرية مزاعم تفيد بأن إيران استكشفت إمكانية تطوير سلاح نووى يعتمد على الاندماج النووى الخالص وهو ما يصنف نظريًا ضمن ما يعرف بأسلحة «الجيل الرابع».

 

ويشار إلى أن هذا النوع من الأسلحة لا يزال فى الإطار النظرى ولم يتم إنتاجه عمليًا من قبل أى دولة حتى الآن، نظرًا لتعقيده التقنى الكبير ومتطلباته العلمية العالية.

 

غير أن هذه المزاعم تبقى غير مؤكدة، إذ لا تستند إلى تقارير استخبارية مستقلة أو مصادر رسمية موثوقة، ولا توجد حتى الآن أدلة أو تأكيدات رسمية تفيد بأن إيران نجحت فى تصنيع سلاح نووى من هذا النوع أو من أى نوع آخر.

 

فى المقابل. أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجرانى، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إرنا، أن إيران لن تتجه نحو بناء قنبلة نووية التزامًا بفتوى دينية صريحة تحرم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، مشددة على أن طهران لا تمتلك حاليًا برنامجًا نوويًا ذا طابع عسكرى.

 

وكان الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان قد صرح فى وقت سابق بأن الأنشطة النووية الإيرانية «سلمية بالكامل»، معتبرًا أن الاتهامات بوجود مساعٍ إيرانية لتصنيع سلاح نووى «واهية»، ومؤكدًا أن استخدام السلاح النووى محرم دينيًا.

 

وبناء على المعطيات المتاحة لا يوجد حتى الآن أى تأكيد رسمى مستقل يفيد بأن إيران قامت بتصنيع سلاح نووى من «الجيل الرابع» أو أى سلاح نووى آخر فيما تشير التقديرات الدولية إلى أن طهران لم تتخذ قرارًا رسميًا بإنتاج سلاح نووى رغم التقدم الذى أحرزته فى بعض جوانب برنامجها النووى.

تبدو الحرب خيارًا مكلفًا لجميع الأطراف لكنه يظل حاضرًا فى خلفية المشهد بفعل انعدام الثقة وتراكم الأزمات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق