في الوقت الذي تبدو فيه أنفاس العالم أثمن من أي وقت مضى، تتجه الأنظار إلى مصر وخطواتها السريعة في مجال حماية الصحة العامة، ومع تزايد الأمراض التنفسية عالميًا، يقف القطاع الطبي أمام اختبار حقيقي، تتجلى فيه أهمية التخطيط السليم وإدارة المشهد الوبائي بدقة، وفي هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الصحة لتكشف وضعًا يحتاج إلى يقظة وجهودًا متوازنة بين الوقاية والتطوير والجاهزية المستمرة.
الدولة المصرية تضع ملف الأمراض التنفسية في مقدمة أولوياتها
أعلن الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، أن الدولة المصرية تضع ملف الأمراض التنفسية في مقدمة أولوياتها، نظرًا لما يشهده العالم من ارتفاع واضح في معدلات انتشارها، وما تسببه من ضغط صحي واقتصادي يتزايد عامًا بعد الآخر.
رؤية أشمل تستهدف تحديث القطاع الصحي بالكامل
وأشار الوزير إلى أن الاهتمام الحكومي بهذا الملف جزء من رؤية أشمل تستهدف تحديث القطاع الصحي بالكامل، في ظل الارتفاع المتزايد للأمراض التنفسية المزمنة وعودة موجات العدوى الفيروسية بصورة دورية كل ستة إلى سبعة أعوام.
وهو ما جعل تخصصات الصدر والجهاز التنفسي تتطلب توسعًا أكبر في البنية العلاجية والتشخيصية، مع دعم مستمر للكوادر الطبية.
مرض الانسداد الرئوي المزمن يتسبب وحده في 5% من إجمالي حالات الوفاة
وفي عرضه للوضع الوبائي الدولي، لفت عبدالغفار إلى أرقام تعكس خطورة الموقف عالميًا، من بينها أن مرض الانسداد الرئوي المزمن يتسبب وحده في 5% من إجمالي حالات الوفاة حول العالم، في حين يحصد الربو التنفسي حياة أكثر من ألف مريض كل يوم.
وشدد على أن مواجهة هذه الأوبئة لا تتوقف عند حدود العلاج، بل تعتمد على سياسات استباقية تمس جوانب الحياة اليومية، منها مكافحة التدخين والحد من تلوث الهواء، إلى جانب التوسع في برامج التأهيل التنفسي التي أثبتت نجاحًا كبيرًا في تحسين حياة المرضى وتقليل المضاعفات.
في ضوء التصاعد المستمر للأمراض التنفسية على الصعيدين المحلي والعالمي، تؤكد وزارة الصحة أن مصر تتحرك بخطى حثيثة لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير. فقد باتت الوقاية والتأهيل جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الوطنية، حيث يتم التركيز على برامج التأهيل التنفسي المتقدمة، وتحسين جودة الهواء، ومكافحة التدخين بشكل صارم، إلى جانب تحديث وتطوير أقسام الصدر وتزويدها بكوادر وأجهزة طبية حديثة.
الوزير خالد عبدالغفار شدد على أن هذه الجهود ليست مجرد إجراءات علاجية، بل تمثل نهجًا استباقيًا للحفاظ على حياة المواطنين وتقليل معدلات الوفيات المرتبطة بالربو والانسداد الرئوي المزمن.
ومن خلال الجمع بين التوعية المجتمعية والتقنيات الحديثة، تسعى مصر إلى بناء منظومة صحية قوية ومرنة قادرة على مواجهة أي موجة وبائية مستقبلية، مع تحسين جودة الحياة للمرضى ومواكبة أفضل التجارب العالمية في هذا المجال الحيوي.

















0 تعليق