ثمن عدد من أعضاء مجلس النواب، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في منتدى الشراكة "روسيا- افريقيا"، مؤكدين أنها جسدت رؤية مصر نحو تعزيز سبل التنمية الافريقية.
وأكدت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن انطلاق المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية- الإفريقية، بالقاهرة، بمشاركة أكثر من 50 دولة إفريقية وعلى مستوى وزاري رفيع المستوى، تعكس المكانة المحورية لمصر ودورها كمنصة دبلوماسية إقليمية لتعزيز التعاون المشترك مع الدول.
وقالت عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، في بيان لها اليوم، إن المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية- الإفريقية، بالقاهرة، يمثل منصة استراتيجية لمواجهة التحديات العالمية الراهنة، وتعزيز الشراكة الروسية- الإفريقية على أسس متوازنة ومستدامة، مشيرة إلى أن جدول أعماله ركز على دعم التعاون في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والبنية التحتية، إلى جانب دعم السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأضافت نيفين حمدي، أن المنتدى في يومه الأول ناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالأمن الإقليمي وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، ورفض التدخلات الخارجية، بما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة وبناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على مواجهة التحديات، وعلى رأسها الإرهاب، مؤكدة أن المؤتمر استند في مضمونه إلى مخرجات قمة "سوتشي 2024"، ويهدف إلى تعزيز التعاون الروسي الشامل مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، فضلًا عن المجالات العلمية والتكنولوجية والثقافية والإنسانية.
تعزيز التنمية المستدامة
وثمنت النائبة نيفين حمدي، كلمة الرئيس السيسي، خلال لقائه لوزراء ورؤساء الوفود الإفريقية، إلى جانب ممثلي مفوضية الاتحاد الإفريقي والتجمعات الإقليمية، المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة "روسيا- إفريقيا"، مؤكدة أنها عكست ثوابت السياسة المصرية تجاه إفريقيا، القائمة على دعم السلم والأمن، وتعزيز التنمية المستدامة، وبناء شراكات متوازنة تحقق مصالح الشعوب الإفريقية، فضلا عن سيادته استعرض خلالها الرؤية المصرية للتنمية في القارة، إلى جانب حجم الاستثمارات المصرية التي تجاوزت 12 مليار دولار، ونمو حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
واختتمت النائبة نيفين حمدي بيانها بالتأكيد على أن المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة "روسيا- إفريقيا"، يشكل فرصة مهمة لتعزيز الشراكة الروسية- الإفريقية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بما يخدم أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، ويحقق تطلعات شعوب القارة في الأمن والاستقرار والتنمية.
قضايا القارة الإفريقية
من جانبه أكد الدكتور أحمد السبكي، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا - إفريقيا» عكست بوضوح ثبات الموقف المصري تجاه قضايا القارة الإفريقية، ورسخت رؤية تقوم على دعم مسارات التنمية الشاملة وتحقيق الاستقرار كمدخل أساسي لمستقبل أفضل لشعوب القارة.
وأوضح السبكي أن الرئيس السيسي تحدث بلغة المصالح المشتركة والشراكة الحقيقية، منطلقا من قناعة راسخة بأن استقرار إفريقيا هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأكملها، وأن التحديات التي تواجه القارة، سواء الاقتصادية أو التنموية أو الأمنية، لا يمكن التعامل معها عبر الحلول المؤقتة أو العسكرية، بل من خلال بناء قدرات الدول الإفريقية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن الخطاب الرئاسي قدم رؤية عملية للتعامل مع معوقات التنمية في إفريقيا، وفي مقدمتها ضعف البنية التحتية ونقص التمويل، مؤكدًا أن طرح الرئيس لمحاور التعاون في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، والأمن الغذائي، والممرات اللوجستية، والتجارة البينية، إلى جانب التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، يعكس فهمًا عميقًا لمتطلبات التنمية المستدامة في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.
حجم الاستثمارات المصرية في القارة
وأكد السبكي أن استعراض الرئيس لحجم الاستثمارات المصرية في القارة وحجم التبادل التجاري يعكس جدية الدور المصري، الذي لم يعد يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، بل امتد ليشمل شراكات اقتصادية حقيقية تسهم في خلق فرص العمل ونقل الخبرات وتعزيز التنمية المحلية في عدد كبير من الدول الإفريقية.
من جهته أكد النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، أن المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة "روسيا - إفريقيا" الذي استضافته القاهرة يمثل منعطفًا استراتيجيًا نحو خلق شراكات صناعية وتكنولوجية حقيقية، تدفع بعجلة التنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية وتواكب الطموحات الصناعية المصرية الرامية إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والتصنيع المتقدم.
وقال النائب في تصريح صحفي: هذا المنتدى ليس مجرد حدث دبلوماسي، بل هو فرصة عملية للغاية لتوطيد تعاون ثلاثي الأبعاد: مصر كحاضنة ومحرك للاستثمار، وروسيا كشريك تكنولوجي واستثماري رئيسي، وإفريقيا كسوق واعدة وبيئة غنية بالموارد والفرص.
وأضاف: "أكبر إشكالية تواجه الصناعة في إفريقيا هي غياب التكامل الإقليمي وارتفاع تكاليف الطاقة والنقل، التعاون مع روسيا في مجالات الطاقة والبنية التحتية، تحت مظلة الخبرة المصرية في إدارة المشروعات الكبرى في القارة، يمكن أن يشكل حلًا جذريًا، وبالتالى يجب أن نعمل على إقامة مناطق صناعية مشتركة بين الدول الإفريقية، تُمد بشبكات طاقة متكاملة وممرات لوجستية ذكية، لتحويل المواد الخام الإفريقية إلى منتجات مصنعة ذات قيمة مضافة عالية، داخل القارة نفسها".
وأشار النائب إلى أهمية الجانب التكنولوجي في هذه الشراكة، حيث تمتلك روسيا قدرات علمية وصناعية هائلة، خاصة في الصناعات الثقيلة والتعدين والطاقة النووية السلمية والفضاء. ويمكن نقل وتوطين هذه التكنولوجيات عبر مصر، لخدمة أغراض التنمية الإفريقية، مؤكدًا الحاجة لبرامج تدريب مشتركة ومراكز بحثية ثلاثية، بحيث لا نكون مجرد مستوردين للتكنولوجيا، بل شركاء في تطويرها.
















0 تعليق