الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى الانتقالى السودانى، زار القاهرة، أمس الخميس، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخلال جلسة مباحثات موسّعة، جرى تناول مستجدات الأوضاع الميدانية فى السودان، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يجسد تطلعات الشعبين الشقيقين نحو تحقيق التكامل والتنمية المتبادلة. كما صدر بيان رئاسى تناول، فى ست نقاط، ثوابت الموقف المصرى من الأزمة السودانية، والخطوط الحمراء التى لا يمكن أن تسمح مصر بتجاوزها أو تتهاون بشأنها.
مع اتفاق الجانبين على أهمية تكثيف المساعى الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السودانى فى ظل الظروف الإنسانية القاسية، التى يواجهها جراء النزاع الدائر، وبعد التشديد على ضرورة وقف الجرائم التى يتم ارتكابها بحق الشعب السودانى ومحاسبة المسئولين عنها، أعرب رئيس المجلس السيادى الانتقالى عن تقديره لمساندة مصر المتواصلة للسودان، ومساعيها لإنهاء الأزمة الراهنة، مؤكدًا أن ذلك يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. ولدى تناول الأوضاع الإقليمية فى حوض النيل والقرن الإفريقى، جرى التأكيد على تطابق رؤى البلدين بشأن الأولويات المرتبطة بالأمن القومى، وحرصهما على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائى، ورفض الإجراءات الأحادية فى حوض النيل الأزرق.
مؤكدًا استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن لاستعادة السلام والأمن والاستقرار فى الدولة الشقيقة، أكد الرئيس السيسى، مجددًا، الدعم المصرى الكامل للشعب السودانى فى مساعيه لتجاوز المرحلة الدقيقة الراهنة، مشددًا على ثوابت موقفنا الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه. وهو ما تكرر، أيضًا، فى البيان الصحفى، الصادر عن رئاسة الجمهورية، والذى جدّدت فيه مصر التأكيد على دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الخاصة بتحقيق أمن واستقرار السودان، فى إطار توجّه الرئيس ترامب لإحلال السلام وتجنب التصعيد وتسوية المنازعات فى مختلف أنحاء العالم.
هنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، كان قد تناول تطورات الأوضاع فى السودان، فى اتصالين تليفونيين، منتصف نوفمبر والثلاثاء الماضى، مع مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكى للشئون العربية والإفريقية، جرى خلالهما تأكيد أهمية التنسيق المستمر فى إطار «الرباعية الدولية»، والتشديد على الرفض الكامل لأى محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها. وقد تكون الإشارة مهمة أيضًا إلى أن مصر والولايات المتحدة تعملان على تهيئة الظروف المناسبة لإطلاق عملية سياسية جامعة تُلبى تطلعات الشعب السودانى فى الأمن والاستقرار، عبر «الرباعية الدولية»، التى تضم معهما الإمارات والسعودية، والتى بدأت جهودها، أوائل يونيو الماضى.
المهم، هو أن البيان الرئاسى، أكد أن مصر تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية فى الدولة الشقيقة، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان فى حق المدنيين السودانيين، مشددًا على أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها، لأنها تمسّ مباشرة الأمن القومى المصرى، الذى يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالأمن القومى السودانى.
أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، هو الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السودانى، وعدم السماح بانفصال أى جزء من الأراضى السودانية. فى السياق ذاته، جدّدت مصر رفضها القاطع إنشاء أى كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه. كما شددت على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها، هو خط أحمر آخر، مؤكدةً حقها الكامل فى اتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة التى يكفلها القانون الدولى واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين، لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها.
.. وأخيرًا، جدّدت مصر، فى البيان الرئاسى الصادر أمس، حرصها الكامل على استمرار العمل فى إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية، تقود إلى وقف لإطلاق النار، يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة، لتوفير الأمن والحماية للمدنيين، بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.















0 تعليق