عقوبات روسيا وحصار فنزويلا يعيدان تسعير "النفط"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا، اليوم، في ظل تقييم المستثمرين لاحتمالات فرض عقوبات أمريكية إضافية على روسيا، إلى جانب تنامي مخاطر انقطاع الإمدادات بسبب الحصار المفروض على ناقلات  النفط الفنزويلية.

وارتفع خام برنت بمقدار 32 سنتًا، أي بنسبة 0.54%، ليصل إلى 60 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 38 سنتًا أو 0.68% إلى 56.32 دولارًا للبرميل.

واشنطن تلوّح بالعقوبات.. والأسواق تتفاعل

قال جون إيفانز، المحلل لدى شركة "بي.في.إم"، إن نية الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على روسيا، بالتوازي مع تهديدها بفرض حصار على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات، شكّلت عامل الدفع الرئيسي وراء صعود الأسعار.

وفي هذا السياق، أفادت وكالة بلومبرغ، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن واشنطن تُحضّر لجولة جديدة من العقوبات قد تستهدف قطاع الطاقة الروسي، في حال عدم موافقة موسكو على اتفاق سلام مع أوكرانيا. غير أن مسؤولًا في البيت الأبيض أكد لوكالة رويترز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يحسم قراره بعد بشأن هذه العقوبات.

النفط الروسي أخطر على الإمدادات من فنزويلا

يرى محللو "آي.إن.جي" أن أي إجراءات إضافية ضد النفط الروسي قد تشكّل تهديدًا أكبر لإمدادات السوق العالمية، مقارنة بإعلان ترامب الأخير عن فرض حصار يمنع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من دخول أو مغادرة فنزويلا.

وأوضحت المذكرة أن الحصار الفنزويلي قد يؤثر على نحو 600 ألف برميل يوميًا من الصادرات، تتجه غالبيتها إلى الصين، في حين يُرجَّح استمرار تدفق قرابة 160 ألف برميل يوميًا إلى الولايات المتحدة، خصوصًا عبر شحنات شركة “شيفرون” التي تواصل الإبحار بموجب ترخيص أمريكي سابق.

صادرات متوقفة وحصار غير واضح المعالم

كشفت مصادر وبيانات جمركية أن معظم الصادرات النفطية الفنزويلية توقفت، أمس الأربعاء، نتيجة الحصار، رغم استئناف شركة النفط الحكومية تحميل شحنات من الخام والوقود بعد توقف مؤقت سببه هجوم إلكتروني.

ولا تزال آليات تطبيق الحصار الأمريكي غير واضحة، إلا أن خفر السواحل الأمريكي اتخذ الأسبوع الماضي خطوة غير مسبوقة باحتجاز ناقلة نفط فنزويلية، في مؤشر على استعداد واشنطن لتنفيذ عمليات احتجاز إضافية مماثلة.

فنزويلا… 1% من السوق وورقة ضغط سياسية

يمثل النفط الخام الفنزويلي نحو 1% فقط من الإمدادات العالمية، إلا أن تأثيره السياسي يتجاوز حجمه الفعلي في السوق.

ومن المرجح أن يسعى ترامب لاستخدام الحصار كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من كاراكاس، تشمل التعاون في تفكيك شبكات تهريب المخدرات، وقبول عودة المهاجرين الفنزويليين إلى بلادهم.

نفوذ أمريكي واسع.. ومخاطر تصعيد قائمة

في المقابل، تمتلك واشنطن أدوات نفوذ متعددة، من بينها تخفيف العقوبات، والاعتراف الضمني بحكومة نيكولاس مادورو، فضلًا عن إمكانية تطبيع تدفقات النفط الفنزويلي إلى مصافي ساحل خليج المكسيك على المدى الطويل.

لكن المخاطر لا تزال حاضرة بقوة، إذ يزيد الحشد العسكري الأمريكي السريع على طول الحدود الفنزويلية من احتمالات التصعيد العرضي أو غير المقصود، خاصة في ظل التعبئة العامة داخل فنزويلا واستمرار انعدام الثقة بين الطرفين.

وتبقى هذه الديناميكيات، وفق مراقبين، عاملًا ضاغطًا على الأسواق، يستدعي متابعة دقيقة في الأيام والأسابيع المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق