يبدأ الجسم في التفاعل سريعًا مع تقليل السكر، حتى لو كانت المدة أسبوعًا واحدًا فقط، ويلاحظ كثيرون تغيرات جسدية ونفسية مفاجئة، بعضها إيجابي وبعضها مزعج في البداية.
ويكشف هذا التفاعل مدى اعتماد الجسم على السكر كمصدر طاقة سريع، ومدى تأثيره على المزاج والتركيز والشهية، وتشير تقارير طبية إلى أن تقليل السكر يطلق سلسلة من التغيرات الأيضية والعصبية الملحوظة، بحسب ما نشره موقع Harvard Health Publishing التابع لجامعة هارفارد.
تقليل السكر أسبوع.. تغيرات في الصحة النفسية والجسدية
يشعر الجسم في الأيام الأولى بحالة من الانسحاب المؤقت، فتظهر أعراض مثل الصداع، التعب، وتقلب المزاج نتيجة انخفاض الدوبامين المفاجئ المرتبط بتناول السكر، ويحاول الدماغ التكيف مع غياب التحفيز السريع الذي اعتاد عليه، وتختفي هذه الأعراض تدريجيًا مع نهاية الأسبوع لدى أغلب الأشخاص، لتفسح المجال لتحسن ملحوظ في الاستقرار النفسي.
كما ينخفض مستوى تقلبات السكر في الدم بشكل واضح، ويساعد هذا الانخفاض على تقليل نوبات الجوع المفاجئة والرغبة الشديدة في تناول الحلويات، ويستعيد الجسم قدرته على تنظيم الطاقة بشكل أكثر توازنًا، كما ينعكس ذلك على الشعور بالشبع لفترات أطول دون الحاجة إلى وجبات متكررة.
فيما يتحسن التركيز والصفاء الذهني بعد تجاوز مرحلة التكيف، ويقل التشويش العقلي الناتج عن الارتفاع والانخفاض الحاد في سكر الدم، كما يلاحظ كثيرون قدرة أفضل على الانتباه وإنجاز المهام دون تشتت، فيرتبط هذا التحسن باستقرار الطاقة التي تصل إلى الدماغ بدل الاندفاعات السريعة.
ويتغير أداء الجهاز الهضمي خلال هذا الأسبوع، كما تخف حالات الانتفاخ واضطرابات المعدة المرتبطة بالإفراط في السكريات المصنعة، وتتحسن صحة البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تتأثر سلبًا بالسكر الزائد، وينعكس هذا التحسن على الإحساس العام بالراحة والهضم المنتظم.
كما ينخفض احتباس السوائل في الجسم بشكل تدريجي، فيفقد الجسم جزءًا من الوزن المرتبط بالماء لا بالدهون، وهو ما يلاحظه البعض سريعًا، ويمنح هذا التغير إحساسًا بالخفة، لكنه لا يُعد فقدانًا دهنيًا حقيقيًا بعد أسبوع واحد، ويؤكد المختصون أن النتائج المستدامة تحتاج إلى وقت أطول.
كما يتحسن النوم لدى بعض الأشخاص بنهاية الأسبوع، ويهدأ الجهاز العصبي مع تراجع تأثير السكر على هرمونات التوتر، ويصبح الاستغراق في النوم أسهل وجودته أفضل، كما يدعم النوم الجيد باقي وظائف الجسم ويعزز التعافي العام.
وتؤكد تجربة تقليل السكر لمدة أسبوع أن للجسم قدرة سريعة على التكيف الإيجابي، كما يكشف هذا الأسبوع القصير حجم التأثير الذي يمارسه السكر على الصحة اليومية، ويمثل القرار خطوة أولى نحو وعي غذائي أعمق، وتشير الأبحاث الصحية إلى أن تقليل السكر المضاف يحسن الصحة الأيضية والمزاج العام.













0 تعليق